كان النسر الأصلع في خطر الإنقراض بسبب الصيد والمبيدات الحشرية، وهو يزدهر الآن في معظم أنحاء أمريكا الشمالية، والنسر الأصلع أحد الأنواع الأولى المحمية بموجب قانون الأنواع المهددة بالإنقراض في السبعينيات، وأصبح الرمز الوطني لأمريكا الآن، وإليك كيف أصبح هذا الطائر الأيقوني معرضا للخطر وكيف انتعش بمساعدة التدابير البيئية الذكية.
تاريخ النسر الأصلع:
غالبا ما تروى قصة مفادها أن الأب المؤسس بنجامين فرانكلين كان يفضل الديك الرومي بدلا من النسر كرمز وطني، ومع ذلك، يوضح معهد فرانكلين أن الحكاية هي في الغالب أسطورة وبدلا من ذلك كان فرانكلين يكتب لابنته منتقدا تصميم النسر الأصلي على الختم الوطني عندما ذكر الديك الرومي في المرور باعتباره طائرا محترما أكثر.
وكان لدى فرانكلين عدد قليل من الكلمات المختارة للنسر الأصلع فقد كتب أن النسر القديم طائر ذو أخلاق سيئة وإنه لا يحصل على لقمة العيش بصدق وهو كسول جدا بحيث لا يصطاد لنفسه، وشعر آخرون أن هذا الطائر القوي والوفير كان اختيارا جيدا للتميمة، وعندما تم اعتماد النسر الأصلع كرمز وطني للولايات المتحدة في عام 1782 كان هناك ما يصل إلى 100000 طائر يعشش في الولايات المتحدة القارية بما في ذلك ألاسكا وفقا لمؤسسة النسر الأمريكي.
أهم ما يهدد حياة النسر الأصلع:
أعداد النسر الأصلع لم تبقى وفيرة لفترة طويلة، وتدريجيا انخفض عدد النسور وتم تهديدهم من قبل الصيادين والمبيدات الحشرية حتى تم القضاء على الطائر تقريبا في الولايات المتحدة، ومن هذه التهديدات:
الصيد يهدد النسر الأصلع:
غالبا ما يطلق الصيادون النسور الصلعاء من أجل الرياضة أو من أجل ريشهم أو لأنهم اعتبروها تهديدا للماشية أو سمك السلمون الذي يصطادونه، وادعى مزارعو ثعالب ألاسكا وعمال صناعة السلمون أن النسور كانت تفترس حيواناتهم مما يؤثر على معيشتهم وردا على ذلك، فرضت الهيئة التشريعية الإقليمية في ألاسكا مكافأة على النسور في عام 1917، وفقا لتقارير إدارة الأسماك والألعاب في ألاسكا.
وتم رفض ادعاءاتهم لاحقا، لكن المكافآت أدت إلى مقتل 120195 نسر مؤكدة ولا شك في أن كثيرين آخرين قتلوا دون منح، ولم تتم إزالة المكافأة حتى عام 1953، وقد خضع النسر الأصلع لقانون حماية النسر الأصلع الفيدرالي عندما أصبحت ألاسكا ولاية في عام 1959، ويحظر القانون على أي شخص امتلاك النسر الأصلع أو أي جزء من أجزائه بما في ذلك الريش.
المبيدات الحشرية تهدد النسر الأصلع:
عانى سكان النسر الأصلع من أكثر الخسائر الكارثية بسبب مبيد الآفات دي دي تي الذي استخدم على نطاق واسع في الأربعينيات، وتنطلق المواد الكيميائية من المحاصيل إلى المجاري المائية حيث تتجمع في الأسماك، والتي تشكل معظم وجبات النسر الأصلع، كما تقول ناشيونال جيوغرافيك، وعندما يتم امتصاص مبيد دي دي تي في مجرى دم أنثى النسر يتسبب ذلك في تكوين بيض بقشرة رقيقة ضعيفة، وتنكسر تلك البويضات بسهولة ونادرا ما تعيش، ونظرا لأن الصغار لا يصلون إلى مرحلة البلوغ، فقد حدت الدورة من قدرة النسور على التكاثر.
تسبب مبيد دي دي تي في قيام النسر الأصلع بتكوين بيض ذي قشرة رقيقة مما أثر على قدرتها على التكاثر، وكان للصيد والـ دي دي تي تأثير هائل على النسر الأصلع، وبحلول منتصف الستينيات تم العثور على 417 زوجا فقط في الولايات الـ 48 الأدنى، وبدأت الحكومة في تنظيم استخدام مادة الـ دي دي تي في أواخر الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بسبب الأدلة المتزايدة على تناقص فوائد مبيدات الآفات والتأثيرات البيئية والسمية، وفقا لتقارير وكالة حماية البيئة الأمريكية بشأن مادة الـ دي دي تي، وفي عام 1972، حظرت وكالة حماية البيئة استخدام الـ دي دي تي في الزراعة.
كيفية دعم النسور الصلعاء:
مع حظر الـ دي دي تي، والحماية الحكومية، ونمو برامج التهجين في الأسر انتعشت أعداد النسر الأصلع، وفي يونيو 2007، تمت إزالة الطائر من قائمة الأنواع المهددة بالإنقراض وتم إدراج النسر الأصلع على أنه أقل اهتمام في القائمة الحمراء للإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة مع تزايد أعداده، ولكن هذا لا يعني أن النسر الأصلع لا يزال بحاجة إلى الحماية.
ووفقا لمختبر كورنيل لعلم الطيور يواجه النسر الأصلع تهديدات من التسمم بالرصاص عندما يستهلك فريسة تحتوي على ذخيرة صياد وغالبا ما يصطدم بالمركبات والهياكل، ويواجه تدمير موطنه من التنمية كما أنه معرض للتلوث البيئي وتوربينات الرياح ويقترح المدافعون عن الحياة البرية تنظيم عمليات تنظيف لموائل النسر الأصلع، وتشجيع الصيادين على استخدام الذخيرة الخالية من الرصاص، وتعزيز التكنولوجيا التي تحمي الطيور من التوربينات.
