الحوت الأزرق هو بالفعل الحيوان الأكبر على هذا الكوكب، فبوزن يصل إلى 200 طن يصبح الحوت الأزرق هو أكبر حيوان على كوكب الأرض، وهو ما يساوي تقريبا حجم 33 فيل، وقلب الحوت الأزرق وحده يصل حجمه لـ 700 كيلوجرام أي ما يساوي حجم سيارة تقريباً، ويمكن لمعدة الحوت الأزرق أن تحمل طن كامل من الكريل، ويتميز الحوت الأزرق بالعمر الطويل الذي يتراوح بين 80 - 90 عاماً، هل اندهشت؟ إذا لم تشعر بالإندهاش حتى الآن أكمل معنا قراءة هذا المقال لتندهش من كل قلبك من مدى غرابة المعلومات التي ستعرفها عن الحوت الأزرق ... تابعوا معنا
مظهر الحوت الأزرق :
اسم الحوت الأزرق جاء من لون هذا الحوت الضخم تحت الماء، فهو يبدو أزرق بالفعل تحت سطح الماء، أما عند صعوده إلى السطح ستجد أن لونه هو لون أزرق رمادي، والحوت الأزرق له رأس عريض ومسطح وجسم طويل مدبب ينتهي بقطع عريضة مثلثة، وكما قلنا فإن لون الحوت الأزرق هو رمادي مع وجود بقع رمادية أفتح في اللون في شكل بقع كبيرة على جلده، وتكون الأسطح السفلية للزعانف رمادية أو بيضاء فاتحة في بعض الحالات.
والحوت الأزرق يطلق عليه أيضاً حوت الكبريت السفلي بسبب الجانب السفلي المصفر والذي يظهر بسبب نوع طحالب معينة تسمى دياتومات، وهي طحالب تعيش على جسم الحوت الأزرق، ويمتلك الحوت الأزرق رأساً عريضاً وزعنفة ظهرية صغيرة، ويحتوي فم الحوت الأزرق على ما يصل إلى 800 لوحة قصيرة وعريضة تسمى عظم الحوت مع شعيرات سميكة وخشنة تستخدم لتصفية الطعام من الماء، وبشكل عام إناث الحوت الأزرق أكبر من الذكور، ويتواجد الحوت الأزرق بكثرة في الجزء الجنوبي حول القارة القطبية الجنوبية.
حمية الحوت الأزرق :
ربما يأتي الحجم الهائل للحوت الأزرق بسبب النظام الغذائي المميز بشكل حصري عن أي حيوان آخر، فيتغذى الحوت الأزرق على حيوانات صغيرة شبيهة بالروبيان تسمى الكريل، وخلال أوقات معينة من العام يستهلك الحوت الأزرق 4 أطنان من الكريل يومياً !!، وكما ذكرنا يحتوي فم الحوت الأزرق على ألواح مخلوقة من مادة تشبه الأظافر تسمى بالين تكون متصلة بالفك العلوي للحوت الأزرق، حيث يقوم هذا الحيوان الضخم بفتح فمه وابتلاع كمية هائلة من المياه المحملة بالكريل، وتقوم هذه الألواح بتصفية الكريل من الماء ودخوله إلى المعدة وطرد كمية المياه الكبيرة التي دخلت مع الكريل إلى الفم.
سلوك الحوت الأزرق :
يعيش الحوت في كل محيطات العالم باستثناء القطب الشمالي، وتصبح أحياناً مجموعات صغيرة من الحوت الأزرق معاً، ولكن عادة ما تكون تتحرك منفردة أو في أزواج، ويقضي الحوت الأزرق الصيف في التغذية في المياه القطبية الجنوبية، ثم يقوم بهجرات طويلة نحو خط الإستواء مع حلول فصل الشتاء، والحوت الأزرق رشيق جداً في السباحة، وينطلق بسرعة تصل إلى 5 أميال في الساعة، ولكن يمكن أن يزيد من سرعته لتصل إلى 20 ميل في الساعة حين الحاجة إلى ذلك، والحوت الأزرق من الحيوانات التي لها ذبذبة واضحة جداً لدرجة أن الحيتان الزرقاء تسمع بعضها البعض من مساحة تصل إلى 1000 ميل، ويعتقد العلماء أن الحيتان تستخدم هذه الأصوات ليس فقط للتواصل، ولكن أيضاً من أجل التنقل في أعماق المحيطات المظلمة.
تزاوج الحوت الأزرق :
خلال فصل الشتاء يتحرك الحوت الأزرق نحو خط الإستواء من أجل التكاثر، وبعد حمل يصل إلى 12 شهر، تلد أنثى الحوت الأزرق عجل يبلغ طوله 8 أمتار، وأثناء الرضاعة يكتسب الحوت الصغير وزن يصل إلى 90 كيلوجرام يومياً بسبب الحليب الغني الذي يتناوله من أمه، ويتم فطام شباب الحوت الأزرق بعد سبعة إلى ثمانية شهور من الولادة، عندما يصل طوله إلى 15 متر، وصغار الحوت الأزرق هي من بين أكبر المخلوقات على هذا الكوكب، حيث يكتسب يومياً 200 كيلوجرام خلال عامه الأول.
عمر الحوت الأزرق :
الحوت الأزرق من بين أطول الحيوانات عمراً على هذا الكوكب، واكتشف العلماء من خلال حساب طبقات سدادات الأذن إلى تقدير دقيق لعمر هذا الحيوان، وتم تحديد أقدم الحيتان الزرقاء لتكون حوالي 110 سنة، وفي المتوسط يعيش الحوت الأزرق ما بين 80 إلى 90 سنة.
الحفاظ على الحوت الأزرق :
الصيد العدواني والعشوائي خلال القرن العشرين دفع الحوت الأزرق إلى حافة الإنقراض، ففي الفترة من بداية القرن العشرين وحتى منتصف الستينات من هذا القرن تم ذبح حوالي 360 ألف حوت أزرق، وأخيرا دخل الحوت الأزرق تحت الحماية الدولية منذ عام 1966، ولكن طوال هذه الفترة لم ينتعش الحوت الأزرق إلا بنسبة قليلة، ويذكر أن الحوت الأزرق لديه عدد قليل من الحيوانات المفترسة يمكن حصرهم في أسماك القرش والحوت القاتل، ولكن معظم الوفيات تأتي من الإصطدام بالسفن العملاقة التي تجوب المحيطات.