تشتهر الحرباء بأعينها المنتفخة وقدرتها على تغيير اللون، وفي الواقع، تعد تحولاتها الملونة مبدعة للغاية لدرجة أن مصطلح "تشبه الحرباء" غالبًا ما يستخدم لوصف شخص جيد في المزج، ومع ذلك، فإن الحرباء ليست سادة التمويه التي يعتقد الكثير منا أنها كذلك وتخدم تغيرات ألوانها أغراضًا مختلفة تمامًا تتعلق بالمغازلة والتفاعلات الاجتماعية، وهنا دعونا نلقي نظرة فاحصة على بعض الحقائق الأقل شهرة حول هذه السحالي الرائعة.
هناك أكثر من 200 نوع من الحرباء:
تم العثور على ما يقرب من ثلثي جميع أنواع الحرباء في مدغشقر، قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لأفريقيا، وهناك 202 نوعًا من الحرباء، بالإضافة إلى 23 نوعًا فرعيًا إضافيًا، وفقًا لـ "قائمة المراجعة التصنيفية للحرباء" المنشورة في عام 2015 في مجلة علم الحيوان الفقاري، ويشير المؤلفين إلى أنه تم وصف 44 نوعًا جديدًا وأن العديد من الأنواع تم رفعها من مرتبة الأنواع الفرعية منذ نشر آخر قائمة مرجعية في عام 1997، بالإضافة إلى ذلك، تم "إحياء بعض الأنواع من المرادفات" حيث تم تجميعها مع الأنواع الأخرى ولكن تم العثور عليها منذ ذلك الحين على أنها أنواع منفصلة.
تأتي الحرباء في مجموعة واسعة من الأحجام:
واحدة من أكبر الحرباء هي حرباء بارسون، وتوجد فقط في الجانب الشرقي من مدغشقر، ويمكن أن تنمو بطول أكثر من قدمين (60 سم) ويرجع جزء من طوله إلى خطمه الطويل الذي يمكن أن يكون حوالي 8-12 بوصة (حوالي 20-30 سم) من حجم جسمه، أما عن Brookesia micra فيُعتقد أنها أصغر حرباء في العالم، ووجدت فقط في جزيرة صغيرة بالقرب من مدغشقر وتم وصفها لأول مرة في عام 2012، ويبلغ طول ذكورها حوالي 1.1 بوصة (30 ملم) من الأنف إلى الذيل وحوالي 0.6 بوصة (16 ملم) فقط من الأنف الى الأسفل.
يستخدمون أصابع قدمها وذيولهم للالتفاف:
تعتمد الحرباء على أصابع قدمها وذيولها لمساعدتها على التنقل بين الأشجار والشجيرات التي تعيش فيها، ومثل معظم السحالي، تمتلك الحرباء خمسة أصابع، لكن الحرباء لها مسافات مختلفة وعلى أقدامهم الأمامية، فإن الأصابع الخارجية في تكوين واحد مع الأصابع الثلاثة الداخلية في مجموعة أخرى وأصابع القدم الخلفية في تركيبة معاكسة، ويستخدمون مجموعات أصابع القدم مثل الإبهام والأصابع لإمساك الأغصان عندما تتحرك، وتحتوي معظم الحرباء أيضًا على ذيول قابلة للإمساك بشىء، والتي يمكن استخدامها لـ الإمساك بأشياء مثل الأطراف لمساعدتها أثناء التسلق، وعلى عكس العديد من السحالي التي يمكنها إعادة نمو ذيل مكسور، فإن الحرباء غير قادرة على إعادة نمو ذيل إذا أصيبت.
الحرباء لا تغير الألوان لتمويه نفسها:
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن الحرباء تغير ألوانها لتندمج مع خلفياتها، ويمتزج التلوين الطبيعي للحرباء بالفعل جيدًا مع بيئتها الطبيعية، ومعظم الحرباء هي بالفعل ألوان الأوراق أو اللحاء أو الأغصان أو الرمل، وبدلاً من ذلك، تشير الأبحاث إلى أنهم يغيرون لونهم بسبب مزاجهم وتفاعلاتهم الاجتماعية، ووجدت دراسة أجريت عام 2015 أن الخلايا الشبيهة بالبلورات الموجودة في جلدهم تعكس أو تمتص كل ألوان الضوء، يتحول الذكور إلى ألوان زاهية لمحاولة إقناع الإناث أثناء الخطوبة أو تحذير الذكور الآخرين في عرض العدوان.
وتشير بعض الأبحاث أيضًا إلى أن الحرباء قد تغير ألوانها لتنظيم درجة حرارة الجسم، ووجدت دراسة أجريت عام 2016 أن التنين الملتحي يغير لونه بناءً على درجة حرارة الجسم، والحرباء هي أيضًا لا يمكنها الاحتفاظ بحرارة الجسم، ومن المحتمل أن يصبح لونها أغمق يساعدها على البقاء دافئًا، كما أن أن تصبح أخف وزنًا يساعدها على التهدئة.
لديهم رؤية بانورامية:
عيون الحرباء فريدة من نوعها بين الزواحف، ولديهم جفون مخروطية الشكل متقشرة مع فتحات صغيرة جدًا مستديرة لتلاميذهم، ويمكن للحرباء تدوير كل عين على حدة للتركيز على شيئين مختلفين في وقت واحد، ويُعتقد منذ فترة طويلة أن عيونهم تعمل بشكل مستقل، لذلك تتمتع الحرباء بإطلالة بانورامية على البيئة المحيطة بها، وفي دراسة أجريت عام 2015، وجد الباحثون أن حركات عين الحرباء ليست مستقلة حقًا،و وجد الباحثون أن هناك بعض التواصل بين العينين وأنهم يتنقلون ذهابًا وإيابًا بين الرؤية المتباينة والمجهرية.
لديهم ألسنة لزجة سريعة:
يبلغ طول لسان الحرباء ضعف طول جسمها، وعندما ترى حشرة تبدو كوجبة لذيذة، تفتح الحرباء لسانها اللزج بسرعة تجعل الحشرة تفاجأ تمامًا أثناء أسرها، ووفقًا لدراسة أجريت عام 2016، فإن لسان الحرباء ينفتح بارتداد سريع البرق بفضل القوة التي يطلق بها عضلات لسانه، وحلل الباحثون فيديو عالي السرعة لعشرات من الحرباء تأكل الحشرات، وأنتج لسان الحرباء ذروة تسارع 264 مرة أكبر من التسارع الناتج عن الجاذبية وتوضح ناشيونال جيوغرافيك أنه إذا كانت الحرباء سيارة، فإن لسان الحرباء يمكن أن يتسارع من 0 إلى 60 ميلاً (97 كيلومترًا) في الساعة في مجرد 1/100 من الثانية.
بعض أنواع الحرباء مهددة بالانقراض:
وفقًا للقائمة الحمراء للـ IUCN، فإن العديد من أنواع الحرباء مهددة بالانقراض، والحرباء غريب الأنف في مدغشقر خطيرة بسبب التهديدات مثل التعدين وقطع الأشجار، والاستخدام الزراعي للأرض، وتتعرض حرباء النمر في جزر سيشل، والحرباء العملاقة في شرق أو سامبارا في تنزانيا، وحرباء أوراق ديكاري في مدغشقر للخطر، والأنواع الأخرى، مثل الحرباء المحجبة و حرباء البحر الأبيض المتوسط، تصنف على أنها من الأنواع الأقل إثارة للقلق حيث إنهم لا يواجهون العديد من التهديدات وأعدادهم مستقرة.
