عن طريق النوم يتم تجديد الشباب، وبدون النوم، لن تكون أذهاننا حادة، وتصبح ردود أفعالنا غير دقيقة، ويعرف العلماء على وجه اليقين أن الطيور والزواحف والثدييات الأخرى تختبر أنماط موجات دماغية مماثلة لـ أنماطنا أثناء فترات الراحة لكن ماذا عن الحشرات؟ هل تنام الحشرات؟
ليس من السهل علينا معرفة ما إذا كانت الحشرات تنام بالطريقة التي ننام بها، فهم ليس لديهم جفون، لسبب واحد، لذلك لن ترى حشرة تغمض عينيها لـ قيلولة سريعة، ولم يجد العلماء طريقة لدراسة نشاط دماغ الحشرات، كما فعلوا في الحيوانات الأخرى، لمعرفة ما إذا كانت أنماط الراحة المعتادة تحدث أم لا.
دراسات عن الحشرات والنوم:
درس العلماء الحشرات فيما يبدو أنها حالة راحة، ووجدوا بعض أوجه التشابه المثيرة للاهتمام بين نوم الإنسان وراحة الحشرات، وفي دراسة أجريت على ذبابة الفاكهة قام الباحثون بتصوير ومراقبة ذبابة الفاكهة الفردية لتحديد ما إذا كانوا ينامون، وأفاد مؤلفو الدراسة أن الحشرات أظهرت سلوكيات تشير إلى حالة تشبه النوم.
وفي وقت معين من اليوم، كان ذباب الفاكهة يتراجع إلى مواقع القيلولة المفضلة لديهم ويصبح مرتاحًا، وتبقى الحشرات ثابتة لأكثر من 2.5 ساعة، على الرغم من أن العلماء أشاروا إلى أن الذباب قد ينفض أحيانًا أرجلهم أو مجساته أثناء الراحة، إلا أنه خلال فترة الراحة هذه، لم يستجيب ذباب الفاكهة بسهولة للمنبهات الحسية، وبعبارة أخرى، بمجرد أن تغفو ذبابة الفاكهة، واجه الباحثون صعوبة في إيقاظها.
ووجدت دراسة أخرى أن ذبابة الفاكهة النهارية عادة مع طفرة جينية معينة ستصبح نشطة في الليل، بسبب زيادة إشارات الدوبامين، وأشار الباحثون إلى أن هذا التغيير في السلوك الليلي لدى ذباب الفاكهة مشابه لما يحدث عند البشر المصابين بالخرف، وفي مرضى الخرف، يمكن أن تسبب زيادة الدوبامين سلوكًا هائجًا في المساء، وهو عرض يعرف باسم الغروب.
وأظهرت الدراسات أيضًا أن الحشرات المحرومة من الراحة تعاني مثل البشر، ويظل ذباب الفاكهة مستيقظًا إلى ما بعد فترة نشاطه الطبيعي، ويستعيد قيلولة أطول من المعتاد عندما يُسمح له أخيرًا بالراحة، وفي إحدى مجموعات الدراسة التي حُرمت من النوم لفترة طويلة، كانت النتائج مثيرة فقد مات حوالي ثلث ذباب الفاكهة، وفي دراسة أجريت على نحل العسل المحروم من النوم، لم يعد بإمكان النحل المصاب بالأرق أداء رقصة هزازة فعالة للتواصل مع زملائه في المستعمرة.
كيف تنام الحشرات؟
وفقًا لمعظم الروايات، الإجابة هي نعم، الحشرات تنام، ومن الواضح أن الحشرات تستريح في بعض الأحيان ولا تثيرها إلا منبهات قوية كحرارة النهار، أو ظلام الليل، أو ربما هجوم مفاجئ من قبل حيوان مفترس وتسمى حالة الراحة العميقة هذه السبات وهي أقرب سلوك للنوم الحقيقي الذي تظهره الحشرات.
يطير الملوك المهاجرون نهارًا، ويجتمعون في حفلات نوم الفراشات الكبيرة مع حلول الليل وتحافظ تجمعات النوم هذه على فراشات فردية في مأمن من الحيوانات المفترسة أثناء استراحتها من رحلات اليوم الطويلة، وبعض النحل لديه عادات نوم خاصة وسيقضي بعض أفراد عائلتهم الليل معلقين فقط بقبضة فكيهم على نبات مفضل.
ويساعد السبات أيضًا بعض الحشرات على التكيف مع الظروف البيئية التي تهدد الحياة ويعيش ويتا النيوزيلندي على ارتفاعات عالية حيث تصبح درجات الحرارة ليلا شديدة البرودة ومكافحة البرد، يذهب ويأتي للنوم ليلاً ويتجمد حرفيًا، وفي الصباح يذوب ويستأنف نشاطه، ويبدو أن العديد من الحشرات الأخرى تأخذ غفوة سريعة عندما تتعرض للتهديد، فيمكنك أن تفكر في حشرات الحبوب التي تتدحرج إلى كرات في اللحظة التي تلمسها فيها.