خنزير غينيا هو نوع صغير من القوارض التي تعيش في جبال الأنديز الوسطى في أمريكا الجنوبية، وسمي على اسم غينيا حيث يوجد في البرية، وأطلق عيه خنزير لأنه يشبه جسمه القصير والبدين، وقد تم تدجين خنزير غينيا من قبل البشر لأكثر من 3000 عام حيث تم تربيته في الأصل كمصدر للغذاء في معظم أنحاء نطاقه الطبيعي في جنوب أمريكا، ويطلق عليه أيضا الكابياء الخنزيرية.
مع وصول الأسبان إلى القارة في القرن الخامس عشر الميلادي تم تربية خنزير غينيا بشكل انتقائي ليتم الإحتفاظ به كحيوان أليف، واليوم هو واحد من أكثر الحيوانات الأليفة المنزلية شيوعا، حيث يحبه ويحتفظ به الناس في جميع أنحاء العالم نظرا لطبيعته الهادئة وسهلة الإنقياد إلى جانب صغر حجمه، ويوجد اليوم خمسة أنواع من خنزير غينيا الموجودة في البرية وأربعة عشر سلالة مختلفة من خنزير غينيا المحلي تم تربيتها في جميع أنحاء العالم.
وصف خنزير غينيا:
يتميز خنزير غينيا بمظهر مميز للغاية بسبب جسمه الصغير القوي بلا ذيل ورأس كبير بعيون كبيرة ويقظة، ولديه أرجل قوية وقصيرة بأربعة أصابع على أقدامه الأمامية وثلاثة في الخلف وكلها بمخالب حادة تساعده عندما يختبئ ينبش في البرية مثل الأنواع الأخرى من القوارض، ويتمتع خنزير غينيا بحاسة شم وسمع استثنائية إلى جانب شعيراته الطويلة مما يمنحه وعيا متزايدا بالتغيرات في محيطه حتى يتمكن من اكتشاف الحيوانات المفترسة بشكل أكثر فعالية.
يمتلك خنزير غينيا فروا طويلا وخشنا يكون لونه في البرية رماديا أو بنيا أو أسودا، ومع ذلك يمكن العثور على خنزير غينيا المحلي في مجموعة متنوعة من الألوان المختلفة مع أطوال شعر ونعومة مختلفة، وواحدة من أكثر السمات المميزة لخنزير غينيا هي القواطع الأربعة الكبيرة في مقدمة فمه، وهذه الأسنان طويلة ومنحنية وتنمو باستمرار لكن الأمامية فقط محمية بطبقة صلبة من المينا.
أين يعيش خنزير غينيا؟
تم العثور على خنزير غينيا في مجموعة متنوعة من الموائل في جميع أنحاء سلسلة جبال الأنديز الوسطى في أمريكا الجنوبية من كولومبيا في شمال الأرجنتين إلى جنوب الأرجنتين باستثناء المناطق الأكثر استوائية في حوض الأمازون، وهو يفضل الأراضي العشبية والمستنقعات وسفوح التلال الصخرية في المناطق التي بها الكثير من النباتات ولكنها في الغالب مفتوحة بحيث يكونون أكثر قدرة على تحديد موقع تهديد اقتراب الحيوانات المفترسة بسهولة أكبر.
وتم العثور على خنزير غينيا أيضا في مناطق على ارتفاعات متفاوتة من 300 متر إلى 3000 متر فوق مستوى سطح البحر بشرط أن يكون قادر على الوصول إلى الطعام وفي المناطق المناسبة للإختباء، وعلى الرغم من قدرته على حفر جحوره الخاصة إلا أن خنزير غينيا يفضل غالبا الإنتقال إلى جحور مهجورة أنشأتها ثدييات صغيرة أخرى أو الإقامة في شقوق صخرية على سفح التل.
سلوك خنزير غينيا:
خنزير غينيا هو من الحيوانات النهارية حيث يكون أكثر نشاطا خلال الفجر والغسق، ويعتقد أن هذا يرجع إلى انخفاض مستويات النشاط من الأنواع المفترسة التي تكافح خلال هذه الساعات مع التغيرات الجذرية في الضوء، وخنزير غينيا إجتماعي للغاية ويعيش معا في مجموعات صغيرة تصل إلى 10 أفراد، وتتمتع مجموعات خنازير غينيا بتسلسل هرمي راسخ يحكمه ذكر وأنثى ويمكن أن تؤدي المنافسة في كثير من الأحيان إلى وفيات.، ويتميز خنزير غينيا بصوت عال ويتواصل مع بعضه البعض بإستخدام مجموعة واسعة من الأصوات بما في ذلك الزقزقة أو الصرير أو البربل لإظهار الإثارة أو لتحذير الآخرين من الإقتراب من الخطر، ومن المعروف أيضا أنه يتواصل عن طريق الشم ويفرز الروائح من خلال غدد الرائحة على جسمه.
خنزير غينيا كحيوان أليف:
يعتبر خنزير غينيا حيوان أليف ممتاز نظرا لطبيعته الإجتماعية المرحة، ويعيش أيضا لعدة سنوات أطول من معظم القوارض الأخرى، ولذلك يمكنك الإستمتاع به لفترة أطول من القوارض الأليفة الأخرى، وكما هو مذكور أعلاه يتميز خنزير غينيا بصوت عال ويستخدم أصواته للتعبير عن شخصيته، وهو يصنع أول حيوان أليف ممتاز للطفل لأنه يستمتع باللعب به ويتطلب الحد الأدنى من الإهتمام.
تكاثر خنزير غينيا:
يستطيع خنزير غينيا التكاثر عندما يبلغ عمره ثلاثة أشهر تقريبا، وفي البرية لا يوجد موسم تكاثر مميز حيث من المعروف أنه ينتج صغارا على مدار السنة ولكن هناك عدد أقل من المواليد في أشهر الشتاء الباردة، وبعد فترة حمل طويلة نسبيا تتراوح بين 58 و 72 يوما تلد أنثى خنزير غينيا ما يصل إلى 13 صغيرا على الرغم من أن المتوسط في البرية يقترب من ثلاثة أو أربعة، ويتم تطوير صغار خنزير غينيا جيدا عند الولادة وعلى عكس عدد من أنواع القوارض الأخرى فهي تولد بفروها الطويل، ويرضعون لبن أمهاتهم في أول 21 يوما لكن يمكنهم البدء في الرعي بشكل مستقل داخل المجموعة على الأطعمة الصلبة بحلول نهاية الأسبوع الأول.
خلال العام قد تلد أنثى خنزير غينيا ما يصل إلى خمسة فضلات يبلغ عمرها في البرية ثلاث أو أربع سنوات، ومن المعروف أن خنزير غينيا المحلي يعيش أطول بكثير من نظيراته البرية وعادة ما يصل إلى سن 6 سنوات على الرغم من أن البعض معروف عنها أنها تعيش لفترة أطول مع أقدم خنزير غينيا المسجل عمره 15 عاما.
حمية خنزير غينيا:
يعتبر خنزير غينيا من الحيوانات العاشبة مما يعني أنه يأكل المواد النباتية فقط من أجل الحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها للبقاء على قيد الحياة، وتشكل الأعشاب والأوراق والبذور واللحاء والزهور غالبية وجباته الغذائية على المنحدرات الجبلية في أمريكا الجنوبية، ويرعى خنزير غينيا بإستمرار بدلا من تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وهو ما يفعله بشكل أساسي خلال ساعات الشفق عندما يكون هناك عدد أقل من الحيوانات المفترسة حوله.
ولديه مسارات مألوفة جيدا يستخدمها للتنقل بين مصادر طعامه وجحوره ويمكن رؤيته غالبا في تجمع جماعي عندما يكون عدد من مجموعات خنزير غينيا في نفس المنطقة حيث يتوفر الطعام بكثرة، والنظام الغذائي الطبيعي لخنزير غينيا غني جدا بفيتامين سي لذا من الضروري تزويد خنزير غينيا الأليف بنظام غذائي يحتوي على الكثير منه، جنبا إلى جنب مع الحشائش.
ما هي الحيوانات المفترسة التي تهدد بقاء خنزير غينيا؟
نظرا لصغر حجمه وغرائزه الطبيعية للتجميد قبل محاولة الهروب سريعا إلى جحوره، يتم افتراس خنزير غينيا من قبل عدد من الأنواع الحيوانية الأخرى في جميع أنحاء موائله الجبلية، والثدييات مثل ابن عرس، والطيور الجارحة هي المفترسات الرئيسية لخنزير غينيا البري جنبا إلى جنب مع الكلاب والقطط المستأنسة في المناطق التي يقيمون فيها بالقرب من البشر.
على الرغم من أن بعض المجموعات تتأثر بشدة بتدهور الموائل إلا أن خنزير غينيا حيوان قابل للتكيف إلى حد ما وقادر على العيش في مناطق قد لا تزدهر بها الأنواع الأخرى، كما أنه لا يزال يتم التقاطه وتربيته من أجل الغذاء من قبل الناس في كثير من مداه الطبيعي في أمريكا الجنوبية، ومن المعروف أيضا أن بعض المجموعات السكانية تتأثر بشدة بالأمراض من الحيوانات الأخرى في الأماكن التي يكونون فيها على اتصال منتظم ووثيق مع الأنواع المحلية الأخرى.
