تعتبر المخالب والمناقير ذات الرؤوس المنحنية سمتان توحدان جميع الطيور الجارحة، والصقر والنسر من الطيور الجارحة والتي سوف نتعرف عليها في تقريرنا وما هو الفرق بينهما، والطيور الجارحة هي كائنات آكلة اللحوم تتغذى على فريسة كبيرة نسبيا بالنسبة لحجمها، ومعنى الرابتور هو اسم مشتق من الكلمة اللاتينية رابيو والتي تعني الإستيلاء بالقوة، ومع ذلك فإن الطيور النباشة أو الزبالة مثل النسور عموما ينتظرون حيوانا آخر ليقوم بالإستيلاء بالقوة حتى يتمكنوا من المتابعة وراءهم ويتغذون على الرفات، ودعونا نلقي نظرة على الصقر مقابل النسر ونكتشف الطرق التي تختلف بها هذه الطيور الهائلة.
تصنيف كل من الصقر والنسر:
تنقسم أنواع النسور إلى فئتين رئيسيتين نسور العالم القديم و نسور العالم الجديد، وتمثل المجموعتان طيورا آكلة الجيف لها خصائص متشابهة لكنهما في الواقع مرتبطان بعيدا، والنسور هي مثال على التطور المتقارب يحدث هذا عندما تقوم مجموعتان بتطوير سمات وسلوكيات متشابهة بشكل مستقل ولكنهما مختلفتان من الناحية التصنيفية، وترتبط نسور العالم القديم ارتباطا وثيقا بالنسور والصقور والحدأة والباز في عائلة البازية.
وتشمل الأمثلة النسر المصري ونسر غريفون والنسر الأوروبي الأسود والنسر الملتحي والنسر الهندي، وتتمتع بعض الأنواع في عائلة نسور العالم الجديد بحاسة شم قوية بشكل لا يصدق والتي تميزها عن بعضها البعض، وتشمل بعض الأمثلة نسر الديك الرومي و كوندور كاليفورنيا و كوندور الأنديز، ويعتبر أكثر نسور العالم الجديد انتشارا هو نسر الديك الرومي، وفي هذه المقالة التي تستكشف اختلاف الصقر والنسر سنحدد تركيزنا على نسر الديك الرومي.
موطن كل من الصقر والنسر:
تم العثور على نسور تركيا في مناطق مفتوحة وشبه مفتوحة عبر الأمريكتين، ويقيمون إقامة دائمة في جنوب الولايات المتحدة لكن الطيور الشمالية ستهاجر جنوبا حتى بنما، وهذه الطيور الجارحة منتشرة بكثرة، وإنهم يميلون إلى تجنب مساحات الغابات المغلقة حيث يصعب الطيران عندما يحتاجون إلى ذلك، وأيضا لن تصادفهم عادة في مناطق خالية من الأشجار مثل البراري الواسعة، ويستمتعون بمكان رائع من المناطق المفتوحة بالقرب من مناطق التعشيش والتجمع المحتملة، على سبيل المثال الأراضي العشبية القريبة من مناطق الغابات، ونسور تركيا مخلوقات قابلة للتكيف يمكنها أن تكون موطنا للغابات الإستوائية والشجيرات والصحاري والأراضي الرطبة وسفوح التلال.
الصقر ذو الذيل الأحمر هو واحد من أكثر أنواع الطيور الجارحة شيوعا في الأمريكتين، ويمكنك العثور عليه في أي موطن تقريبا داخل أمريكا الشمالية والوسطى، وموطنه المثالي مشابه لموائل نسور الغابات المختلطة والحقول، وعلى حافة الغابة يستمتع بالتوازن بين المساحات المفتوحة والوصول إلى الأشجار العالية أو الخدع العالية للتعشيش والجلوس، ويشغل المراعي والصحاري والأراضي العشبية والموائل الساحلية والرطبة والجبال والتلال والأراضي الحرجية والغابات الإستوائية المطيرة، ويمكن لهذا الصقر التكيف مع المناطق الحضرية للتنمية البشرية أيضا.
النظام الغذائي لكل من الصقر والنسر:
نسور تركيا هي في الأساس حيوانات آكلة للحوم، وتأكل النسور لحم الحيوانات الميتة والمتحللة بشكل شبه حصري، ويفضلون الجثث التي ماتت مؤخرا ونادرا ما تقتل هذه الطيور الحيوانات نفسها، ولكنها بدلا من ذلك تستفيد من براعة الحيوانات المفترسة الأخرى، ويحددون مكان الجيف برائحتها المتحللة على مسافة طويلة ويدورون فوقها قبل تناولها، وحاسة الشم الستثنائية لديهم غير شائعة في عالم الطيور.
وتنتج الحيوانات الميتة غاز إيثيل مركب الناتج في عملية التحلل، وهو نفس المركب الكبريتي الذي يضاف إلى الغاز الطبيعي بحيث يمكن اكتشاف التسربات، ويلتقط نسور تركيا هذه الرائحة عن طريق الطيران على ارتفاع منخفض على الأرض، وعادة ما يأكلون الحيوانات قبل أن تصل إلى حالة التعفن، وتلعب نسور تركيا دورا مهما في النظام البيئي حيث تتخلص من المواد المتحللة قبل أن تنشر الأمراض، وفي كثير من الأحيان يأكلون المواد النباتية والحشرات الحية والأسماك، وتأكل نسور تركيا بطريقة منظمة تسمى الإصطفاف عند الجثة، حيث ينتظر كل منهم دوره للحصول على فرصة لتناول الطعام.
الصقر هو أيضا من آكلات اللحوم وهو أكل انتهازي للغاية قد يستهلك تقريبا أي حيوان صغير يصادفه، والثدييات الصغيرة مثل القوارض هي فرائسه الأكثر شيوعا وتشكل ما يقرب من 85% من إجمالي نظامه الغذائي، وسوف يأكل الصقر الثدييات الكبيرة مثل الأرانب ذات الذيل القطني، وتشكل الزواحف والأسماك والبرمائيات والطيور الأخرى بقية نظامه الغذائي.
وغالبا ما يصطاد الصقر ذو الذيل الأحمر من المجثمات وهي تقنية شائعة تستخدم لفريسة مفاجئة، وهو أيضا ممارس الصيد الأكثر نجاحا، وسوف يبحر الصقر أيضا فوق فرائسه من خلال الطيران والإنزلاق خاصة عند اصطياد الطيور الصغيرة، ويلعب الصقر دورا مهما في أنظمته البيئية من خلال المساعدة في السيطرة على تجمعات الثدييات الصغيرة، كما أنه يوفر موطنا لبعض أنواع الطيور مثل عصفور المنزل الذي يعيش في أعشاش الصقور.
مظهر كل من الصقر والنسر:
تختلف ألوان الصقور ذو الذيل الأحمر مع بعض الضوء وبعض الأفراد ذوي الألوان الداكنة، وعادة ما يكون لديه رؤوس أغمق من أجسادهم ويمكن التعرف عليهم من خلال ذيلهم الأحمر المميز، والصقر لديه خطوط داكنة على بطنه والتي تشكل رباط البطن، والذكور والإناث من هذا النوع متشابهة في المظهر، ويبلغ متوسط حجمها 1.5 إلى 3.5 رطل، وطول الجسم من 18 إلى 26 بوصة ،ويبلغ طول جناحيها 43-55 بوصة، والصقر له أقدام قوية ومخالب حادة ومنقار معقوف، كما أن لديه رؤية شديدة للغاية مما يسمح له بتحديد الفريسة على مسافات بعيدة.
نسور تركيا هي طيور كبيرة الحجم وذات لون داكن ولها أجنحة عريضة، ولديهم شعر مميز أحمر الشعر ومنقار شاحب، وإنهم غير قادرين على قتل الفريسة بسهولة أو تمزيق جثة بأكثر من منقارهم الحاد المنحني، وهذا بسبب وجود أقدام ضعيفة للغاية، وفي المتوسط يبلغ وزنها 1.8-5.3 رطلا، وطولها 24-32 بوصة، وطول جناحيها 63-72 بوصة، وعند التحليق يرفعون أجنحتهم قليلا ويظهرون على شكل حرف V عند رؤيتهم وجها لوجه.
طريقة تواصل الصقر والنسر:
يتمتع الصقر البالغ ذو الذيل الأحمر بمكالماتهم الرائعة التي يسهل التعرف عليها، ولديهم صوت عال وغالبا ما تتم مقارنته بصرخة صافرة البخار، ويظهر الصقر ذو الذيل الأحمر العديد من السلوكيات الجوية، ولديه رقصة السماء المعروفة باسم تالون والتي تحدث أثناء الخطوبة، وخلال هذه الطقوس ينقض ويحاول لمس بعضهم البعض بمخالبهم، ويعرضون عروض إقليمية لحركات صعودا وهبوطا تسمى رحلة متموجة، والغوص شديد الإنحدار يقصد به إظهار قوة الصقر وخفة حركته وبراعته في حماية مناطقه.
نسور تركيا مخلوقات صامتة بشكل عام لكنها ستصفر أو تنخر عندما تشعر بالتهديد، وهي طيور خجولة جدا ستجدد وجبتها من أجل أكل آخر إذا تم تهديدها من جثة من قبل زميل زبال، وهذه في الواقع هي الطريقة التي يستجيبون بها لمعظم التهديدات عن طريق التقيؤ، ويكون القيء عموما عبارة عن ملاط حمضي من لحم الحيوانات النافقة، ولذا فإن القيء عند مصدر تهديدها عادة ما يعمل على منع المزيد من العدوان، وتتزاوج نسور تركيا مدى الحياة ولديها طريقة فريدة لعرض المغازلة حيث يجتمعون في دائرة على الأرض ويؤدون طقوسا بحركات القفز حول الدائرة مع انتشار أجنحتهم تليها رحلات طويلة من قبل الذكور.