تنام جميع الحيوانات تقريبًا، فالنوم مهم جدًا لإنعاش العقل والجسم، وعندما ينام الناس نغمض أعيننا وتستلقي بلا حراك لفترة طويلة وقد نكون أقل وعياً بما يدور حولنا ويبطئ تنفسنا، وبعض الناس ينامون بشدة ويستغرق الأمر وقتًا طويلاً لإيقاظهم، بينما الأسماك لا تمتلك جفون فهي لا تحتاج إليها تحت الماء لأن الغبار لا يمكن أن يدخل في أعينها ولكن الأسماك مازالت تنام، وينام البعض أثناء النهار ويستيقظ فقط في الليل، بينما ينام البعض الآخر في الليل ويستيقظون خلال النهار.
كيف تعرف الأسماك وقت النوم؟
من السهل جدًا معرفة وقت نوم الأسماك فهي ترقد بلا حراك، غالبًا في قاع الماء أو بالقرب منه كما إنهم بطيئون في الاستجابة للأشياء التي تدور حولهم، أو قد لا يستجيبون على الإطلاق، فيمكنك أن تنظر إلى بعض سمك السلور النائم فإذا شاهدت خياشيمها، فستلاحظ أنها تتنفس ببطء شديد.
سيعرف الأشخاص الذين لديهم أحواض أسماك في المنزل أنه عندما تنطفئ الأضواء في الليل، تصبح الأسماك أقل نشاطًا بكثير وإذا قمت بتشغيل الضوء في منتصف الليل، فسترى كم هم لا يزالون ساكنون.
مثل الاشخاص، تمتلك الأسماك ساعة داخلية تخبرهم متى يفعلون أشياء مثل النوم وتناول الطعام، لذا، حتى لو تركت الأنوار مضاءة عن طريق الخطأ في الليل، فقد تستقر السمكة وتذهب للنوم على أي حال.
وقد درس بعض العلماء النوم في الأسماك التي تعيش في الكهوف حيث يكون الظلام دائمًا وحتى في بعض هذه الأنواع، هناك أوقات من النشاط المنخفض تبدو مثل النوم تمامًا وبالطبع لا يوجد شروق أو غروب للشمس في الكهوف، لذا فإن إيقاعها غالبًا ما يكون مختلفًا عن الأسماك التي تعيش على السطح في ضوء الشمس الساطع.
وبعض الأسماك، مثل التونة وبعض أسماك القرش، يجب أن تسبح طوال الوقت حتى تتمكن من التنفس، ومن المحتمل أن تنام هذه الأسماك بنصف دماغها في كل مرة، تمامًا مثل الدلافين، وتصنع أسماك الببغاء شرنقة مخاطية حول نفسها في الليل وكيس نوم كبير ولزج قد يحميهم من الطفيليات التي تهاجمهم أثناء نومهم.
هل يحلم السمك كما يحلم الانسان؟
يتساءل المرء إذا كانت الأسماك تحلم أثناء نومها، في الواقع حتى الآن ليس لدينا إجابة على هذا السؤال، لكن لقطات فيديو حديثة لأخطبوط نائم أظهرت أنه يتغير ألوانه، مما يشير إلى أنه ربما كان يحلم بالاختباء من حيوان مفترس أو التسلل على فريسته (وهذا هو سبب تغير الأخطبوطات) اللون عندما يكونون مستيقظين.
وصدق أو لا تصدق، تتم دراسة نوم الأسماك لمساعدتنا على فهم نوم الإنسان بشكل أفضل وتستخدم معظم هذه الدراسات سمك الزرد وتحاول فهم أشياء مثل آثار الحرمان من النوم (قلة النوم) والارق (صعوبة في النوم) والإيقاع اليومي (دورات النوم).
