لا تمتلك الحشرات أنوفًا كما تفعل الثدييات، لكن هذا لا يعني أنها لا تشم رائحة الأشياء، فـ الحشرات قادرة على اكتشاف المواد الكيميائية في الهواء باستخدام قرون الاستشعار الخاصة بها أو غيرها من الأجهزة الحسية، وتمكن حاسة الشم الحادة للحشرة من العثور على رفقاء، وتحديد مكان الطعام، وتجنب الحيوانات المفترسة، وحتى التجمع في مجموعات وتعتمد بعض الحشرات على إشارات كيميائية لتجد طريقها من وإلى العش، أو لتباعد نفسها بشكل مناسب في موطن ذي موارد محدودة.
والعديد من الحشرات تعتمد على الفيرومونات للتواصل مع بعضها البعض، سواء للبحث عن الطعام أو العثور على رفيقة، والأنواع المختلفة من الحشرات لها أعداد متفاوتة من مستقبلات الرائحة، وهي جزيئات خاصة منسجمة مع جزيئات رائحة معينة وتتحكم الجينات في إنتاج كل نوع من المستقبلات؛ وكلما زاد عدد الجينات، زادت أنواع المستقبلات.
الفرق الكبير مع الحشرات هو أن مستقبلاتها الشمية خارجية بشكل أساسي، وغالبًا ما تكون ضمن مجموعات من الخلايا الشبيهة بالشعر، تسمى الحسية، على الهوائيات، وليس داخل عضو تجميع مثل الأنف.
وتواجه جزيئات الرائحة بروتينات مرتبطة بالرائحة، يُفترض أنها ترشدها إلى الخلايا العصبية للمستقبلات الطويلة، والتي تسمى المحاور ويتم إرسال الإشارات الكهربائية على طول المحاور وعادة ما تكون المحاور متصلة بمراكز معالجة محددة في الدماغ تسمى الكبيبات، وتوجد في منطقة تسمى الفص الهوائي وهناك يتم تحليل الإشارات.
وبدون هذه المحاور لا تستطيع الحشرات اكتشاف إشارات كيميائية ولا تكون هذه الحشرات قادرة على البقاء على قيد الحياة دون حاسة الشم، فـ الحشرات "تشم" مع قرون الاستشعار الخاصة بهم وتلتقط البروتينات المرتبطة بـ الفيرومونات في المسام الموجودة في الخارج للهوائي وتحملها عبر طبقة مائية إلى النهايات العصبية، حيث يتم إطلاقها.
استخدام الحشرات لـ إشارات الرائحة:
تنتج الحشرات مواد شبه كيميائية أو إشارات رائحة للتفاعل مع بعضها البعض وتستخدم الحشرات الروائح للتواصل مع بعضها البعض وترسل هذه المواد الكيميائية معلومات حول كيفية التصرف مع الجهاز العصبي للحشرة وتنبعث النباتات أيضًا من إشارات فرمون تملي سلوك الحشرات، ومن أجل التنقل في مثل هذه البيئة المليئة بالرائحة، تتطلب الحشرات نظامًا متطورًا إلى حد ما لاكتشاف الرائحة.
معرفة كيفية شم الحشرات:
تمتلك الحشرات عدة أنواع من الحسية الشمية، أو الأعضاء الحسية، التي تجمع الإشارات الكيميائية، ومعظم هذه الأعضاء التي تجمع الرائحة موجودة في قرون استشعار الحشرات، وفي بعض الأنواع، قد توجد حسية إضافية على أجزاء الفم أو حتى الأعضاء التناسلية وتصل جزيئات الرائحة إلى الإحساس وتدخل من خلال المسام.
ومع ذلك، فإن مجرد جمع الإشارات الكيميائية لا يكفي لتوجيه سلوك الحشرة وهذا يتطلب بعض التدخل من الجهاز العصبي وبمجرد دخول جزيئات الرائحة هذه إلى الحسية، يجب تحويل الطاقة الكيميائية لـ الفيرومونات إلى طاقة كهربائية، والتي يمكن أن تنتقل بعد ذلك عبر الجهاز العصبي لـ الحشرات.
تنتج الخلايا الخاصة داخل بنية حساسة بروتينات ملزمة للرائحة وتلتقط هذه البروتينات الجزيئات الكيميائية وتنقلها عبر الليمف إلى التغصنات، وهو امتداد لجسم الخلية العصبية وتذوب جزيئات الرائحة داخل التجويف الليمفاوي للحس بدون حماية هذه البروتينات الرابطة.
ويقوم البروتين المرتبط بالرائحة الآن بتسليم الرائحة المصاحبة له إلى جزيء المستقبل على غشاء التغصنات وهذا هو المكان الذي يُحدث السحر ويؤدي التفاعل بين الجزيء الكيميائي ومستقبلاته إلى إزالة استقطاب غشاء الخلية العصبية.
ويؤدي هذا التغيير في القطبية إلى إطلاق نبضة عصبية تنتقل عبر الجهاز العصبي إلى دماغ الحشرة، لإبلاغ حركتها التالية وتشم الحشرة الرائحة و تلاحق رفيقها أو تجد مصدرًا للغذاء أو تشق طريقها إلى المنزل وفقًا لذلك.
تشم اليرقات الروائح على أنها فراشات:
في عام 2008، استخدم عالم الأحياء بجامعة جورج تاون الروائح لإثبات أن الفراشات تحتفظ بذكرياتها من كونها كاتربيلر وأثناء عملية التحول، تقوم اليرقات ببناء شرانق حيث يتم تسييلها وتعديلها لكي تصبح فراشات جميلة، ولإثبات أن الفراشات تحتفظ بالذكريات، عرّض علماء الأحياء اليرقات لرائحة كريهة مصحوبة بصدمة كهربائية وتربط اليرقات الرائحة بالصدمة وستخرج من المنطقة لتجنبها لاحظ الباحثون أنه حتى بعد عملية التحول، لا تزال الفراشات تتجنب الرائحة، على الرغم من أنها لم تصاب بالصدمة بعد.
لذا، للاستعداد لموسم البعوض والذباب وكل كابوس مجنح آخر من الأفضل تجنب هذه الروائح أثناء تواجدك في الخارج خلال الأشهر القليلة القادمة ومنها:
- الكولونيا والعطور، نريد جميعًا أن تكون رائحتنا طيبة، خاصة عندما نتجه إلى لقاء مع الأصدقاء والعائلة، ومع ذلك، فإن العديد من الكولونيا والعطور قوية جدًا (خاصة تلك ذات الروائح الحلوة) لدرجة أنها ستخلق لك نقطة الهدف في الثانية التي تخطو فيها للخارج وإذا كنت تخطط لقضاء المساء في الخارج، فقد ترغب في عدم الوصول إلى رائحتك المميزة والتزم بمزيل العرق غير المعطر.
- المشروبات ذات مذاق رائع، بعض أفضل المشروبات ليس البشر فقط من يحبونها، ولكن الحشرات تحبها أيضًا وإذا كنت ستشربها، فإن فرص تعرضك للعض سترتفع، وعلى الرغم من أننا لن نخبرك بعدم الاستمتاع بنفسك في ليلة صيفية، ففكر في الحصول على غطاء لمشروبك وبهذه الطريقة لن تجذب رائحة مشروبك الكثير من الآفات إلى مكان جلوسك.
- جوارب وأحذية تفوح منه رائحة العرق، بين الحرارة والرطوبة والرائحة والبكتيريا، تجعلك الجوارب والأحذية المتعرقة تبدو جذابًا لآلاف البعوض وإذا كانت درجات الحرارة ترتفع وتشعر أن قدميك ستبدأ في التعرق، فاختر الصنادل أو الأحذية الأحدث التي لم تتلوث بقدمك المتعرقة.
- كونك رجل، لسوء الحظ، قد ينجذب البعوض للحرارة والعرق وثاني أكسيد الكربون وينتج معظم الرجال حرارة وعرقًا أكثر من الإناث، لذلك يعتبروا الرجال هم الهدف الأساسي، لذا، بالإضافة إلى ذلك، من الجيد تجنب المجموعات والتجمعات الكبيرة من الناس في ساعات غروب الشمس، أي عندما يخرج البعوض للعب.
- وإذا وجدت ممتلكاتك أو منازلك مغطاة بالآفات ولم تستطع القضاء عليها، سيكون من الأفضل طلب المساعدة على الفور.
