تمساح النيل هو زاحف أفريقي كبير يعيش في المياه العذبة الأفريقية، وهو واحدمن الحيوانات المفترسة المسؤولة عن وفيات أكثر من أي حيوان مفترس آخر في أفريقيا باعتبار تمساح النيل مفترس يتغذى على البشر، ورغم هذه المعلومات المخيفة، إلا أن تمساح النيل يؤدي وظيفة بيئية مهمة، حيث تأكل هذه التماسيح المخيفة الجثث التي تلوث المياه وتتحكم في الأسماك المفترسة التي يمكن أن تفرط في تناول الأسماك الصغيرة المستخدمة كغذاء للعديد من الأنواع الأخرى.
وصف تمساح النيل :
يعد تمساح النيل ثاني أكبر الزواحف في العالم بعد تمساح المياه المالحة، وتمساح النيل له جلد سميك مصفح بلون برونزي داكن مع خطوط وبقع سوداء على الظهر وخطوط جانبية صفراء مخضرة وقشور صفراء على البطن، والتماسيح عامة لها أربع أرجل قصيرة وذيول طويلة وفكين ممدود بأسنان مخروطية الشكل، وتكون عيونهم وآذانهم وخياشيمها على قمة الرأس، وذكور تمساح النيل أكبر بحوالي 30٪ من الإناث، ويتراوح متوسط الحجم بين 10 و20 قدمًا وفي أي مكان يتراوح وزنه بين 300 و 1650 رطلاً.
موطن وتوزيع تمساح النيل :
تمساح النيل موطنه أفريقيا ويعيش في مستنقعات المياه العذبة والمستنقعات والبحيرات والجداول والأنهار في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وحوض النيل ومدغشقر، كما أن تمساح النيل من الأنواع الغازية في فلوريدا، لكن من غير المعروف ما إذا كان أنواعه يتكاثرون أم لا، وعلى الرغم من أنه من أنواع تماسيح المياه العذبة، إلا أن تمساح النيل يحتوي على غدد ملحية ويدخل أحيانًا المياه المالحة والبحرية.
نظام تمساح النيل الغذائي وسلوكياته :
من المعروف عن تمساح النيل أنه من الحيوانات المفترسة التي تصطاد حيوانات يصل حجمها إلى ضعف حجمه، وتأكل التماسيح الصغيرة اللافقاريات والأسماك، في حين أن التماسيح الأكبر قد تأخذ أي حيوان أمامها، كما أنها تتغذى على الجثث والتماسيح الأخرى (بما في ذلك أفراد من نفس نوعهم)، وأحيانًا يتغذى تمساح النيل على الفاكهة ومثله مثل التمساحيات الأخرى نجد أنه يأكل الحجارة مثل حصوات المعدة، والتي قد تساعد في هضم الطعام أو تعمل بمثابة ثقل في البطن.
وتماسيح النيل هي مفترسات كمائن تنتظر دخول الفريسة في نطاقها، وتندفع نحو الهدف، وتغرس أسنانها فيه لسحبها في الماء لتغرق، أو تموت من حركات الضرب المفاجئة، أو تقوم بتمزيق الفريسة وذلك بمساعدة التماسيح الأخرى، وفي الليل، قد تترك تماسيح النيل فريستها على الأرض، ومن المثير للاهتمام أن تمساح النيل يقضي معظم اليوم مكشوفًا جزئيًا في المياه الضحلة أو متشمسًا على الأرض وقد تتشمس التماسيح بأفواه مفتوحة لمنع ارتفاع درجة الحرارة أو كعرض تهديد للتماسيح الأخرى.
تزاوج تمساح النيل :
تصل تماسيح النيل إلى مرحلة النضج الجنسي بين 12 و16 عامًا، عندما يبلغ طول الذكور حوالي 10 أقدام و10 بوصات، ويبلغ طول الإناث ما بين 7 و10 أقدام، ويتكاثر الذكور الناضجون كل عام، بينما تتكاثر الإناث مرة كل سنتين إلى ثلاث سنوات ويجذب الذكور الإناث بإصدار أصوات، وصفع أنفهم في الماء، وإخراج الماء من أنوفهم وقد يحارب الذكور الذكور الآخرين من أجل حقوق التربية.
وتضع إناث تمساح النيل البيض بعد شهر أو شهرين من التزاوج ويمكن أن يحدث التعشيش في أي وقت من السنة، ولكنه يميل إلى أن يتزامن مع موسم الجفاف، وفي هذا الوقت، تحفر الأنثى عشًا في الرمال أو التربة على بعد عدة أقدام من الماء وترسب ما بين 25 و80 بيضة وتحتضن حرارة التربة البيض وتحدد جنس النسل، وينتج الذكور فقط عن درجات حرارة تتراوح بين 31 درجة مئوية و34 درجة مئوية، وتحرس الأنثى العش حتى يفقس البيض، وهو ما يستغرق حوالي 90 يومًا.
بالقرب من نهاية فترة الحضانة، يقوم الصغار بعمل غردات عالية الصوت لتنبيه الأنثى لاستخراج البيض وقد تستخدم فمها لمساعدة نسلها على الفقس وبعد أن يفقسوا، قد تحملهم في فمها إلى الماء بينما تحرس نسلها لمدة تصل إلى عامين، وتستطيع صغار تمساح النيل أن يصطادون طعامهم مباشرة بعد الفقس، وعلى الرغم من رعايتها، إلا أن حوالي 10 ٪ فقط من البيض يعيش حتى الفقس ويصل 1 ٪ من صغار البيض إلى مرحلة النضج، ومعدل الوفيات مرتفع لأن البيض والصغار غذاء للعديد من الأنواع الأخرى، وتعيش تماسيح النيل في الأسر من 50 إلى 60 عامًا وقد يكون لها عمر محتمل من 70 إلى 100 عام في البرية.
هل تمساح النيل مهدد بخطر الإنقراض ؟
واجه تمساح النيل الإنقراض في الستينيات، واليوم، تصنف منظمة حالة حفظ الأنواع تمساح النيل على أنه "أقل قلق"، ومع ذلك، فإن أعداد تماسيح النيل آخذة في التناقص، ويندرج تمساح النيل تحت الملحق الأول حيث أنه مهدد بالإنقراض في معظم مداه، ويقدر الباحثون أن 250.000 إلى 500.000 فرد يعيشون في البرية والتماسيح محمية في جزء من مداها ويتم تربيتها في الأسر.
التهديدات على حياة تمساح النيل :
يواجه هذا النوع من التماسيح تهديدات متعددة لبقائه، بما في ذلك فقدان الموائل وتجزئتها، وصيد اللحوم والجلود، والصيد الجائر، والتلوث، والتورط في شباك الصيد، والإضطهاد، وتشكل أنواع النباتات الغازية أيضًا تهديدًا، لأنها تغير درجة حرارة أعشاش التماسيح وتمنع البيض من الفقس.
تماسيح النيل وعلاقتها بالبشر :
يتم تربية التماسيح عامة من أجل جلودها وفي البرية، لدى تمساح النيل سمعة سيئة حيث أنه آكل للإنسان، ويقتل تمساح النيل مع تمساح المياه المالحة مئات أو أحيانًا آلاف الأشخاص كل عام، فالإناث لديها أعشاش عدوانية، بالإضافة إلى كبار تمساح النيل يصطادون البشر، ويعزو علماء الأحياء الميدانيون العدد الكبير من الهجمات إلى الإفتقار العام للحذر حول المناطق التي تحتلها التماسيح وتشير الدراسات إلى أن الإدارة المخطط لها للأراضي والتعليم العام يمكن أن يقلل من صراع التمساح البشري.