الفراشة من المخلوقات الجميلة التي يمكننا رؤيتها ترفرف في الأيام الدافئة والمشمسة حولنا، والفراشة تعيش في جميع أنواع المناخات، إلا أنها تفضل درجات الحرارة الدافئة وسوف تهاجر لتجنب الطقس البارد، و ستتعرف في هذه المقالة على ما هي الفراشة، وكذلك أجزاء الفراشة التي يتكون منها الجسم، وكيف تطير الفراشة، وكيف تتغذى، مع الكثير من المعلومات، تابعونا.
ما هي الفراشة؟
على عكس العديد من الحشرات الأخرى، يتم احتضان الفراشات على نطاق واسع لجمالها وجاذبيتها، بالإضافة إلى أهميتها الثقافية وسحرها الجمالي، فإنها تقدم مساهمة قيمة جدا للنظم البيئية في جميع أنحاء العالم وهي حيوانات دراسة مهمة للبيئة والتطور وبيولوجيا الحفظ، وجميع الفراشات حشرات، والحشرات هي المجموعة الحيوانية الأكثر وفرة وتنوعا، وتشكل أكثر من 58% من التنوع البيولوجي المعروف في العالم.
ويمكن العثور عليها تعيش على الأرض وفي الهواء وتحت الماء، وتزدهر في كل مكان تقريبًا باستثناء المحيط المفتوح، وتشكل الحشرات جزءا مهما من أنظمتنا البيئية، ولا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه عنها، وتنتمي الفراشة إلى رتبة حرشفيات الأجنحة، وذلك لأن جميع الأنماط والألوان الموجودة على أجنحة وأجسام الفراشات تتكون من حراشف ملونة صغيرة، إلى جانب خرطومها الملتف المميز (جزء الفم) وأجنحتها الكبيرة المبهرجة.
وتجعل هذه الميزات الفراشة مختلفة عن جميع الحشرات الأخرى، وتحتوي رتبة حرشفيات الأجنحة على ما يقدر بنحو 150.000 نوع موصوف (معظمها من العث) وهناك ما يقدر بنحو 18.000 نوع من الفراشة الموصوفة الموجودة على مستوى العالم، وتعود أقدم حفريات الفراشة المعروفة إلى منتصف عصر الإيوسين، منذ ما بين 40 إلى 50 مليون سنة.
أين تعيش الفراشة؟
جميع الفراشات أرضية، أي أنها تعيش على الأرض، وعلى الرغم من أن معظم الأنواع المعروفة هي استوائية، إلا أنه يمكن العثور على الفراشات التي تعيش في جميع أنحاء العالم من المناطق الاستوائية على خط الاستواء إلى المناطق الشمالية فوق الدائرة القطبية الشمالية، ومن مستوى سطح البحر إلى قمم الجبال التي يزيد ارتفاعها عن 6000 متر، ويمكن العثور على الفراشات في جميع أنواع الموائل تقريبا، بما في ذلك الصحراء والأراضي الرطبة والمراعي والغابات وجبال الألب، وتقضي بعض الفراشات في العائلة النحاسية جزءا من حياتها تحت الأرض، ويتم رعاية يرقاتها بواسطة النمل مقابل تزويد النمل بالندوة العسلية الحلوة.
يعتمد موطن الفراشات على نوعها، هناك العديد من الأنواع، مثل كارنر الأزرق، التي لديها متطلبات بيئية محددة جدا ولا يمكنها العيش في أي مكان آخر، وتعتمد فراشة كارنر الزرقاء على نظام بيئي نادر يسمى أوك سافانا في موطنها، وبما أن معظم سهول السافانا البلوطية في أونتاريو قد تم تدميرها، فإن هذا النوع لم يعد يعيش في أونتاريو وتم الآن استئصاله (منقرض محليا) من كندا، وبدلا من ذلك، فإن الفراشات مثل فراشات الملفوف الأبيض قابلة للتكيف للغاية ويمكن العثور عليها في العديد من الموائل المختلفة وفي العديد من القارات المختلفة.
أجزاء الفراشة
تشترك جميع الحشرات، بما في ذلك الفراشة في تصميم جسم عام مشترك، وينقسم جسم الفراشة إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي الرأس والصدر والبطن، ولكل قسم من أجزاء الجسم وظائف مختلفة جدا، وكلها ضرورية لكي تعيش الفراشة:
* رأس الفراشة
رأس الفراشة مليء بأعضاء مهمة للغاية تسمح للفراشة بإحساس ما حولها والتغذية.
مكونات رأس الفراشة
1- الهوائيات
تعلق في الجزء العلوي من الرأس، والهوائيات عبارة عن أعضاء حسية تستخدم لالتقاط المواد الكيميائية الموجودة في الهواء، والتي قد تكون أي شيء بدءا من رائحة الزهور وحتى رائحة الشريك المحتمل، كما أنها تساعد في تحقيق التوازن وفي اكتشاف الحركة.
2- العيون المركبة
على عكس عيون الإنسان، التي تحتوي كل منها على عدسة واحدة، تتكون كل عين مركبة من عيون الفراشة من العديد من العيون الأصغر التي تسمى أوماتيديا، ولكل منها عدسة خاصة بها، ويقوم دماغ الفراشة بدمج المعلومات من كل هذه العيون الصغيرة في صورة للعالم من حوله، ومن المحتمل ألا ترى الفراشات الصور الواضحة التي نراها كبشر، لكنها تعوض ذلك بطرق أخرى، ونظرا لأن جميع العيون المركبة في عيونها المركبة موجهة في اتجاهات مختلفة قليلا.
فيمكن للفراشات أن ترى للأمام والخلف وفوق وتحت نفسها في نفس الوقت، كما أن عيون الفراشة يمكنها رؤية الضوء فوق البنفسجي، وهو ما لا يستطيع البشر رؤيته، يعد هذا مفيدا لأن بعض الزهور وحتى الفراشات الأخرى تحمل علامات خاصة لا يمكن رؤيتها إلا في الضوء فوق البنفسجي.
3- الخرطوم
الخرطوم هو جزء فم الفراشة، ويتم استخدامه مثل القش لامتصاص السوائل مثل رحيق الزهور أو الماء أو عصائر الفاكهة أو عصارة الأشجار المتسربة أو عرق الحيوانات أو أشياء أخرى حسب النوع، وعند الاستخدام يبدو الخرطوم وكأنه سلك صغير يخرج من أسفل مقدمة الرأس، وعند عدم الاستخدام، فإنه يلتف بإحكام مثل الزنبرك أسفل مقدمة الرأس، والفراشة قادرة فقط على احتساء السوائل باستخدام خرطومها، ولا يمكنها اختراق الجلد أو كسره.
* صدر الفراشة
يعتبر صدر الفراشة مصدر طاقة يحتوي على كل ما تحتاجه الفراشة للتحرك والتحليق حول بيئتها.
مكونات صدر الفراشة
1- ستة أرجل
ترتبط هذه الأرجل على الجانب السفلي من الصدر، وتحتوي كل ساق مجزأة على 5 أقسام، لكن الأجزاء الثلاثة التي يسهل رؤيتها هي عظم الفخذ والساق والرسغ، وفكر في عظم الفخذ باعتباره الفخذ، والساق باعتباره الساق والرسغ باعتباره القدم، وتؤدي أرجل الفراشة نفس وظيفة أرجلنا، حيث تساعدها على التسلق والمشي، ومع ذلك، هل تعلم أن قدم الفراشة تساعدها أيضا على التذوق؟
تلتقط أجهزة الاستشعار الخاصة الموجودة على كل رسغ المواد الكيميائية من الأسطح التي تمشي عليها، مما يساعد الفراشة على استشعار السوائل اللذيذة أو التعرف على النباتات المضيفة ليرقاتها، وهذا أحد الأسباب لتجنب التقاط الفراشات عندما يكون ذلك ممكنا، فالكريمات والمواد الكيميائية التي نضعها على أيدينا يمكن أن تكون قاسية على أقدامها.
لماذا تبدو بعض الفراشات وكأن لها 4 أرجل فقط؟ يبدو أن بعض الفراشات، بما في ذلك الأنواع الشائعة جدا مثل الفراشة الملكية، لها 4 أرجل فقط. هذا ليس لأنهم فقدوا ساقين، وتأتي هذه الفراشات من عائلة الحورائيات، أو الفراشات ذات الأقدام الفرشية، وتحتوي جميع الفراشات ذوات الأقدام الفرشاة على 6 أرجل، لكن الزوج الأول من الأرجل قصير جدا، ومثبت على الصدر ومخفي في زغب الجسم، ولن تتمكن من رؤية هذه الأرجل إلا إذا تمكنت من رفعها بعناية بعيدا عن الجسم باستخدام الملقط، وفقدت هذه الأرجل المنخفضة وظيفتها في هذه العائلة من الفراشات، ولا تستخدم للمشي.
2- أربعة أجنحة
على الرغم من أنه قد يبدو للوهلة الأولى أن الفراشة لها جناحان فقط، إلا أنه إذا ألقيت نظرة فاحصة، يصبح من الواضح أن كل جانب من الجسم له جناح أمامي وجناح خلفي، والأجنحة مغطاة بقشور ملونة، وهي في الأساس شعيرات صغيرة مسطحة تعطي اللون للأجنحة، وحراشف الفراشة صغيرة جدا لدرجة أنها تبدو مثل الغبار الملون بدون المجهر، كما أنها حساسة بدرجة كافية بحيث يمكن أن تنفصل عن الجناح مباشرة إذا تم فركها، وتعتبر الحراشف فريدة بالنسبة للفراشة والعث، وهي تأتي في ثلاثة أنواع مصطبغة، وحيادية، وأندرو كونيا.
تحصل القشور المصبوغة على ألوانها من المواد الكيميائية الصبغية التي تحتوي عليها، والتي تمتص بعض الضوء وتعكس الباقي، ومع مرور الوقت، يمكن أن تتلاشى قشور الصبغة، لأن المواد الكيميائية الصبغية تتحلل في نهاية المطاف، ولهذا السبب تتلاشى بعض الفراشات عند الاحتفاظ بها في مجموعات معرضة للضوء، وتحصل الحراشيف الحيود على ألوانها عن طريق تشتيت الضوء، وهو تأثير مشابه لاستخدام المنشور لتقسيم الضوء الأبيض إلى قوس قزح، وتعطي الحراشيف الحيادية ألوانا معدنية لامعة وقزحية اللون، ولا تتلاشى مع مرور الوقت لأنها لا تحتوي على مواد كيميائية صبغية قابلة للتحلل.
الحراشف الأندروكونيا هي حراشف تنتج الفيرومونات بدلا من اللون، والفيرمونات هي مواد كيميائية تطلقها الفراشة في الهواء للتواصل مع الفراشات الأخرى من نفس النوع، وعادة ما تشارك في مساعدة الفراشات في العثور على رفيقة، وتستخدم أجنحة الفراشة للطيران، ولكن لها أيضا العديد من الوظائف الأخرى، ويمكن أن تساعد الأنماط الموجودة على الأجنحة في تمويه الفراشة، وتحذير الحيوانات المفترسة من أن الفراشة سامة، ومفاجأة الحيوانات المفترسة أو تشتيت انتباهها بعروض مبهرجة، ومساعدة الفراشة على جذب الفراشات الأخرى من نوعها والتواصل معها، وفي حالة الفراشة السامة مثل الفراشة الملكية، تعد الأجنحة أيضا مكانا ممتازا لتخزين السموم.
* بطن الفراشة
قد لا يبدو بطن الفراشة كثيرا من الخارج، لكنه يحتوي في داخله على أعضاء حيوية تحتاجها الفراشة للبقاء على قيد الحياة.
مكونات بطن الفراشة
1- القناة الهضمية
يقع معظم الجهاز الهضمي للفراشة داخل البطن، وهذا هو المكان الذي تقوم فيه الفراشة بمعالجة الأطعمة والنفايات.
2- الفتحات التنفسية
هي عبارة عن ثقوب صغيرة توجد على جانبي البطن تسمح للهواء بالانتقال إلى أنابيب القصبة الهوائية في الجهاز التنفسي للفراشة، مما يسمح لها بالتنفس، وعلى عكسنا، فإن أجزاء فم الفراشة لا تشارك في عملية التنفس، وعلى الرغم من أن الفتحات التنفسية قد توجد أيضا في أجزاء أخرى من الجسم، إلا أن معظمها يقع في البطن.
3- الأعضاء التناسلية
توجد جميع الأعضاء الذكرية والأنثوية المهمة المشاركة في التكاثر في البطن، وتقع باتجاه الطرف، والبطن هو أيضا المكان الذي ينمو فيه البيض ويبقى حتى تضعه أنثى الفراشة، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد شيء اسمه فراشة لاذعة، ولا تحتوي الفراشة على أعضاء لاذعة أو سم في بطونها أو في أي مكان آخر في أجسادها، لذلك لا تقلق بشأن سقوط الفراشة عليك فهي غير ضارة تماما.
كيف تطير الفراشة؟
الفراشة تطير بشكل جيد جدا، فلديهم زوجين من الأجنحة الكبيرة المغطاة بحراشف ملونة متقزحة اللون في صفوف متداخلة، والفراشة والعث هي الحشرات الوحيدة التي لها أجنحة حرشفية، وترتبط الأجنحة بصدر الفراشة (القسم الأوسط)، والأوردة تدعم الأجنحة الرقيقة و تغذيها بالدم، ولا تستطيع الفراشة الطيران إلا إذا كانت درجة حرارة جسمها أعلى من 30 درجة، وتقوم الفراشة بتشمس نفسها للتدفئة في الطقس البارد.
ومع تقدم الفراشة في العمر، يتلاشى لون أجنحتها وتصبح ممزقة، وتختلف السرعة بين أنواع الفراشات (الأصناف السامة أبطأ من الأصناف غير السامة)، ويمكن لأسرع الفراشات أن تطير بسرعة حوالي 30 ميلا في الساعة أو أسرع، وتطير الفراشة البطيئة بسرعة حوالي 5 ميل في الساعة.
دورة حياة الفراشة
دورة الحياة تخضع الفراشة والعث لتحول كامل حيث تمر بأربع مراحل حياة مختلفة.
1- البيض: حيث تبدأ الفراشة حياتها بيضة، وغالبا ما توضع على ورقة شجر.
2- اليرقة: تفقس اليرقة من البيضة وتأكل الأوراق أو الزهور بشكل شبه مستمر، وتتساقط اليرقة (تفقد جلدها القديم) عدة مرات أثناء نموها، وسوف يزيد حجم اليرقة عدة آلاف من المرات قبل التشرنق.
3- الشرنقة: تتحول اليرقة إلى شرنقة وهذه مرحلة راحة.
4- الفراشة البالغة: تظهر الفراشة البالغة الجميلة وتطير، وستستمر هذه الفراشة البالغة في الدورة.
غذاء الفراشة
تقضي يرقات الفراشة الملك معظم وقتها في تناول أوراق الشجر باستخدام الفك السفلي القوي (الفكين)، ومع ذلك، فإن الوجبة الأولى لليرقة هي قشر البيض الخاص بها، وعدد قليل من اليرقات آكلة اللحوم، و يرقة الفراشة الحاصدة آكلة اللحوم تأكل حشرات المن الصوفية، ولا تستطيع الفراشة والعث أن ترتشف الطعام السائل إلا باستخدام خرطوم يشبه الأنبوب، وهو لسان طويل ومرن، ويتم فك هذا الخرطوم لاحتساء الطعام.
ثم يلتف مرة أخرى في شكل حلزوني عندما لا يكون قيد الاستخدام، وتعيش معظم الفراشات على رحيق الأزهار، و ترتشف بعض الفراشات السائل من الفواكه المتعفنة، ويفضل القليل منها لحم الحيوانات المتعفن أو سوائل الحيوانات (الفراشة الحاصدة تثقب أجسام حشرات المن الصوفية بخرطومها الحاد وتشرب سوائل الجسم).
حفريات الفراشة
حفريات الفراشة نادرة، وتعود أقدم حفريات الفراشة إلى العصر الطباشيري المبكر، أي منذ حوالي 130 مليون سنة، ويرتبط تطورها ارتباطا وثيقا بتطور النباتات المزهرة (كاسيات البذور) نظرا لأن الفراشة واليرقات البالغة تتغذى على النباتات المزهرة، كما أن الحشرات البالغة هي ملقحات مهمة للعديد من النباتات المزهرة، وتطورت النباتات المزهرة أيضا خلال العصر الطباشيري.