لا يزال البطريق الملكي لغزا ملفوفا في لغز داخل لغز، حيث أنه بعد عقود من الدراسة لا يزال الباحثون غير متأكدين بنسبة 100 في المائة إلى أين يتجه البطريق الملكي لنحو ستة أشهر في السنة، ومن المحتمل أن يتجولون حول المياه الأسترالية التسمانية والنيوزلندية وهناك القليل من الأدلة تشير إلى ذلك، ولكن اليقين بشأن هذه المسألة لا يزال بعيدا عن علماء الطيور، ونحن نعلم أن طيور البطريق الملكي هذه تتكاثر فقط حول جزيرة ماكواري ولا ترتدي تيجانا ذهبية اللون، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن حدثا واحدا مدمرا مثل عاصفة أو تسرب نفطي يمكن أن يقضي على طيور البطريق الملكي في لمح البصر.
حقائق رائعة عن البطريق الملكي:
* لا يزال العلماء غير متأكدين من المكان الذي تقضي فيه طيور البطريق الملكي الشتاء.
* تتكاثر طيور البطريق الملكي هذه فقط في جزيرة ماكواري وحولها وهي بقعة صغيرة من الأرض في منتصف الطريق بين أستراليا والقارة القطبية الجنوبية، وإن موطن التكاثر المقيد للحيوان هو نقطة ضعف تنذر بالخطر.
* تقوم طيور البطريق هذه بانتظام بغطس يبلغ ارتفاعه 150 قدما.
* يشترك كل من طيور البطريق الملكي من الذكور والإناث في واجبات تربية الكتاكيت.
* تم استغلال طيور البطريق هذه بلا رحمة للحصول على زيتها في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
مظهر وسلوك البطريق الملكي:
تبدو طيور البطريق الملكي هذه متطابقة تقريبا مع طيور البطريق المعكرونة والفرق الوحيد هو الذقن الأبيض للأول مقارنة بالذقن الأسود للأخر، وبسبب أوجه التشابه المذهلة يعتقد العديد من العلماء أن طيور البطريق الملكي هي نوع فرعي من البطريق المعكرونة، ولكن تصنيف البطريق محل نقاش ساخن، ويصر باحثون آخرون على وجود اختلافات جينية كافية بين الحيوانين لتبرير تصنيفات متميزة.
وأكبرأنواع البطريق الملكي المتوج الذي يبلغ طول أفراد العائلة حوالي 26 إلى 30 بوصة في الطول، وما بين 6،6 و 17،6 رطلا في الوزن، وعادة ما يكون الذكور أكبر من الإناث، ويحمل ريش الرأس الأصفر لهذا النوع والذي يشبه التاج الملكي الإسم نفسه، ومع ذلك لا يحمل اليافعين سوى صف واحد من الريش الذهبي فوق كل عين، ولديهم أيضا مناقير رفيعة وطويلة وبرتقالية زاهية، كما تقوم طيور البطريق الملكي هذه بانتظام بالغطس من 50 إلى 150 قدما والتي تستمر حوالي دقيقتين.
موطن البطريق الملكي:
لا تسافر طيور البطريق الملكي هذه بعيدا لتتكاثر، وبدلا من ذلك عادوا عاما بعد عام إلى ثلاث جزر بين أنتيباس و أنتاركتيكا وهم ماكواري وبيشوب وكليرك، وعلى شواطئها المكسوة بالحصى تبني طيور البطريق الملكي هذه منازل لموسم التكاثر وتجعلها موطنا لها من سبتمبر إلى فبراير.
حمية البطريق الملكي:
تعيش طيور البطريق الملكي على نظام غذائي من الأسماك الصغيرة والكريل والقشريات وأحيانا الحبار.
الحيوانات المفترسة الطبيعية آكلة البطريق الملكي:
فقمة الفراء هي المفترسات الطبيعية الأساسية لطيور البطريق الملكي، وتسحق فقمة الفيل أحيانا طيور البطريق الملكي، وفي بعض الأحيان تلتهم طيور سكوا الكتاكيت والبيض.
تهديدات البطريق الملكي المتعلقة بالبشر:
بين عامي 1870 و 1919 كان صيد البطريق الملكي من الأعمال التجارية الكبيرة في الأسفل غنية بالدهون الزيتية، حيث أنه تم ذبح هذه البطاريق وعصرها من أجل مواردها القيمة، وأصدرت تسمانيا تراخيص صيد البطريق وتم أخذ ما يقدر بنحو 150،000 سنويا، ولحسن الحظ قام المسؤولون بضرب الصناعة البشعة بقوانين حماية البيئة المختلفة وازدهرت مجموعات طيور البطريق الملكي هذه منذ ذلك الحين، ولكنهم لم يخرجوا من الغابة التي يضرب بها المثل.
ونظرا لأن طيور البطريق الملكي هذه تتكاثر في منطقة واحدة فقط، فإن الأنواع معرضة بشكل استثنائي للطقس المدمر والأخطاء البحرية التجارية غير القسرية مثل الإنسكابات النفطية، ونظرا لأنها مكتظة للغاية، فمن الناحية النظرية يمكن لحدث كارثي واحد أن يقضي على السكان بالكامل في ضربة واحدة، وعلى هذا النحو فإن خطر الإحتباس الحراري يلقي بظلاله على طيور البطريق الملكي، وعلى وجه التحديد يمكن لتقلبات درجة حرارة المياه أن تقلب بشكل كبير النظام البيئي البحري وتقلل من الإمدادات الغذائية مما يؤدي إلى المجاعة والموت الجماعي.
تزاوج البطريق الملكي:
في كل عام يأتي ذكر البطريق الملكي إلى الشاطئ في سبتمبر قبل الإناث لتجديد وبناء أعشاش تكاثر، ويختار البعض الحفر في المنحدرات والرمال، ويقوم البعض الآخر ببناء أعشاش الصخور والعشب من الألف إلى الياء، ويبدأ وضع البيض في أكتوبر عندما تعود الإناث وتختار زملائها الموسمي الأحادي، على عكس بعض أنواع البطريق الأخرى التي تعزل للتزاوج، تتكاثر طيور البطريق الملكي في مستعمرات ضخمة، وعادة ما تضع طيور البطريق هذه بيضتين على بعد بضعة أيام، ولكن لأسباب غير معروفة يقوم الآباء دائما بدفع الأول والذي يكون عادة أصغر من العش قبل الفقس، ويحضن كلا الوالدين البيضة الأكبر لحوالي 35 إلى 40 يوما حتى الفقس.
صغار البطريق الملكي:
بمجرد وصول الصغار تذهب طيور البطريق الملكي الأم على الفور بحثا عن الطعام في البحر لمدة أسبوعين تقريبا بينما يبقى الذكور مع الصغار، مما يحافظ على دفئهم وأمانهم، وعندما تعود الإناث لتتولى مهام تربية الكتاكيت يخرج الذكور، وعند ولادتها يكون للصغار لون رمادي بني وأبيض، وفي عمر شهر تشكل صغار الموسم مدارس حضانة تسمى حضانات، وهذه التجمعات لها ثلاثة أغراض الحماية والدفء والتنشئة الإجتماعية، كما أنه يمنح والدي البطريق مزيدا من الوقت للبحث عن الطعام، وبعد حوالي شهرين، يتساقط ريش الكتاكيت وينمو ريشا مقاوما للماء وتترك العش، وبين السابعة والتاسعة من العمر تصل طيور البطريق إلى مرحلة النضج الجنسي، وتعيش طيور البطريق هذه في البرية عادة ما بين 15 و 20 عاما.
هل البطريق الملكي مهدد بالإنقراض؟
حاليا يبلغ إجمالي تعداد البطريق الملكي البري 850،000 زوج، وحوالي 1700،000 فرد، بينما يكون في أكبر مستعمرة حوالي 500000 زوج، وتتكاثر حول أعلى نقطة في جزيرة ماكواري، ويصنف الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة طيور البطريق الملكي على أنها قريبة من التهديد مما يعني أن الأنواع تواجه خطر الإنقراض في المستقبل ولكنها ليست موجودة في الأعشاب الضارة بعد، ومع ذلك أصبحت جميع طيور البطريق أنواعا محمية في عام 1961 عندما دخلت معاهدة أنتاركتيكا لعام 1959 حيز التنفيذ.