خيار البحر من اللآفقاريات البحرية التي تعيش في قاع البحر، وتم تسميته بسبب شكله المستطيل غير العادي الذي يشبه الخيار الدهني، وعلى الرغم من أن الناس يأكلون أحيانا خيار البحر، إلا أن هذه الكائنات البحرية السمينة التي تشبه الديدان لا ترتبط بثمار يحمل الإسم نفسه (ولن تصنع سلطة فاتحة للشهية إذا كنت تتوقع لدغة مقرمشة ومنعشة).
يوجد حوالي 1250 نوعا من خيار البحر، وتنتمي جميعها إلى فئة التصنيف هولوثورويديا، وتندرج هذه الفئة ضمن شعبة شوكيات الجلد، والتي تضم أيضا العديد من اللآفقاريات البحرية المعروفة الأخرى مثل نجوم البحر وقنافذ البحر والدولارات الرملية، ويتراوح حجم خيار البحر من حوالي ثلاثة أرباع بوصة (1.9 سم) إلى أكثر من 6 أقدام (1.8 متر) ويعيش في جميع أنحاء محيطات العالم، ومن المياه الضحلة القريبة من الشاطئ إلى أعمق الخنادق في المحيط، وفقا للإتحاد الوطني للحياة البرية، وبغض النظر عن العمق، فإن مكان إقامتهم الرئيسي يقع في قاع المحيط، وغالبا ما يكون مدفونا جزئيا في الرمال.
يظهر خيار البحر مثل جميع شوكيات الجلد الأخرى تناظرا شعاعيا، وفقا لجامعة كاليفورنيا، ومتحف بيركلي علم الأحافير، ولكن بدلا من ترتيب خمسة أذرع في دائرة مثل نجوم البحر أو الدولارات الرملية، فإن خيار البحر يحتوي على خمسة صفوف من الأقدام الصغيرة تمتد بطول أجسامهم، من الفم إلى فتحة الشرج، ووفقا مؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات تعمل أقدام خيار البحر الأنبوبية بشكل أساسي على تثبيت الكائنات التي ليس لها أطراف في قاع البحر، ويتحرك خيار البحر عبر قاع البحر عن طريق تغيير ضغط الماء في أقدامهم، ويزيدون كمية الماء في أقدامهم لتمديدها وإطلاق الماء للتقلص.
ماذا يأكل خيار البحر؟
بينما تتعرج المخلوقات ببطء، فإنها تستخدم 20 إلى 30 قدما أنبوبية صغيرة حول أفواهها لتجريف كل شيء بداخلها، بما في ذلك الرمل، وتتغذى بشكل أساسي على قطع صغيرة من الطحالب والمخلوقات البحرية، والتي تنقسم إلى قطع أصغر وأصغر على غرار الطريقة التي تكسر بها ديدان الأرض المواد العضوية في الحدائق، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ويمر تناول خيار البحر مباشرة من خلال نظامه ويخرج من الطرف الآخر
وإلى جانب الرمال، يفرز خيار البحر المنتجات الثانوية التي تفيد النظم البيئية للمحيطات، وخاصة الشعاب المرجانية، ووجدت دراسة نشرت عام 2011 في مجلة البحوث الجيوفيزيائية أن عملية الهضم الطبيعي لخيار البحر تعطي نفاياتها درجة حموضة عالية (أو أساسية) نسبيا، مما يعني أن المياه المحيطة بموائل خيار البحر محمية إلى حد ما من تحمض المحيطات، ويفرز خيار البحر أيضا كربونات الكالسيوم، وهو مكون أساسي في تكوين المرجان، والأمونيا، التي تعمل كسماد وتعزز نمو المرجان.
تشريح وتكاثر خيار البحر:
يمتلك خيار البحر تشريحا داخليا بسيطا نسبيا، ويتألف من ثلاثة أقسام رئيسية الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، والتناسلي، وعلى الرغم من أن خيار البحر لا يحتوي على عظام، إلا أن العديد من أنواع الحيوانات لديها هيكل عظمي بدائي مصنوع من صفائح مجهرية من كربونات الكالسيوم مبعثرة بشكل فضفاض تحت الجلد، وفقا جامعة ألاسكا الجنوبية الشرقية، ويمكن لبعض الأنواع محاذاة صفائحها الهيكلية عندما تتعرض للتهديد حتى تصبح أجسامها صلبة، ويتكون الجهاز الهضمي من أمعاء طويلة ملفوفة بين الفم وفتحة الشرج يبلغ طولها ما يقرب من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف طول خيار البحر، وفي بعض الأحيان، إذا كان مضطربا أو مضغوطا، فإن خيار البحر سوف يطرد الجهاز الهضمي بالكامل، ولكن يمكن أن ينمو بديلا في غضون أسابيع قليلة.
يتكون الجهاز التنفسي لخيار البحر من شجرتين تنفسيتين على جانبي الجهاز الهضمي، وفقا بجامعة ألاسكا الجنوبية الشرقية، ويتدفق الماء إلى الجسم من خلال قاعدة الشجرتين على شكل Y عند فتحة الشرج، وينتقل الأكسجين عبر غشاء رقيق إلى تجويف الجسم، وتتكاثر معظم أنواع خيار البحر جنسيا عن طريق الإخصاب الخارجي، وفقا لناشيونال جيوغرافيك، وهذا يعني أن الذكور يطلقون حيواناتهم المنوية في الماء وأن الإناث تطلق بيضها في الماء
ونأمل أن تلتقي بعض البويضات والحيوانات المنوية ببعضها البعض، ويجب أن تطلق الحيوانات مئات الآلاف من الحيوانات المنوية وخلايا البويضات لزيادة فرص حدوث الإخصاب، وتنجرف يرقات خيار البحر مع التيارات حتى تكبر بما يكفي تلتصق بقاع المحيط، ويحدد العلماء ما لا يقل عن 16 نوعا من خيار البحر التي يمكنها أيضا التكاثر اللآجنسي عن طريق الإنقسام إلى قسمين.
يأكل الناس الكثير من خيار البحر:
يصنف الإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة والموارد الطبيعية عددا قليلا من أنواع خيار البحر مثل خيار البحر البني على أنه معرض للخطر أو مهددة بالإنقراض، ولكن معظم الأنواع تعتبر من الأنواع الأقل إثارة للقلق، أو لا توجد بيانات كافية لإجراء تقييم دقيق لتعدد الأنواع، وبإستثناء بعض التجمعات السكانية في المياه المعتدلة في نصف الكرة الشمالي، فإن خيار البحر يتعرض للصيد الشديد، وفقا لتقرير عام 2010 الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ويتم تصدير معظم الحيوانات التي يتم حصادها إلى الأسواق الآسيوية، حيث يعتبر خيار البحر من الأطعمة الشهية.
أفادت بعض الشركات أنه في بعض المناطق مثل بابوا غينيا الجديدة، أدى الصيد الجائر لخيار البحر إلى تدمير السكان المحليين تماما، وتحدث معظم تجارة خيار البحر في السوق السوداء، وفقا لوزارة العدل الأمريكية، وأصدرت منظمة الفاو مبادئ توجيهية للحصاد المستدام لخيار البحر في جميع أنحاء العالم، وأصبحت هذه الإرشادات قوانين في بعض البلدان، ولكن العديد من الأماكن لا تملك الموارد اللآزمة لتطبيق اللوائح، ومع استمرار العلماء في معرفة المزيد عن خيار البحر، قامت منظمة الأغذية والزراعة بمراجعة مبادئها التوجيهية وفقا لذلك.
