تعتقد أنك تعرف كل شيء عن الثعابين؟ أليس كذلك؟ لكنها أكثر تعقيدا وإثارة للإهتمام مما قد تدركه، ونقدم هنا بعض الحقائق لإثبات وجهة نظرنا حيث تضرب الثعابين بسرعة، وهي قادرة على الضرب في غمضة عين ولكن في الواقع، يضربون أسرع من ذلك بكثير، وتستغرق العين البشرية حوالي 202 مللي ثانية لإكمال طرفة عين ومن ناحية أخرى، يمكن للثعبان أن يضرب ويصل إلى هدفه في غضون 50 إلى 90 مللي ثانية.
1- تضرب الثعابين بسرعة رهيبة:
بينما تشتهر الثعابين مثل الأفاعي الجرسية والكوبرا بكونها مهاجمين سريعين، أظهرت دراسة حديثة أن الثعابين غير السامة هي بنفس سرعة أو أسرع من الأفاعي، وليست الأفاعي فقط، ولكن أيضا الثعابين غير السامة هي التي يمكنها الضرب بسرعات غير عادية، وحتى الثعابين غير المشهورة يمكن أن تضرب بسرعات غير عادية، ولم يتم إجراء الكثير من الأبحاث حول سرعات ضرب الثعابين، وتركت الأنواع غير السامة في البرد لذلك، في دراسة أجريت عام 2016 شملت ثعبان الفئران غير السام اكتشف الباحثون أنه في حين تشتهر الأفاعي بضرباتها السريعة مثل البرق، فالثعابين غير السامة يمكنها التحرك بمثل هذه السرعات المسببة للعمى.
وجد الباحثون أن التسارع في جميع الأنواع الثلاثة كان مرتفعا بشكل مثير للإعجاب، وكان مشابها للقياسات التي أجراها باحثون آخرون عن ضربات الثعابين على الفريسة الفعلية، ولا يزال يتعين على الثعابين غير السامة أن تكون سريعة بما يكفي لالتقاط وجبة سريعة مثل الطيور أو الفأر، لذلك يجب أن تكون بنفس سرعة نظيراتها السامة، والفريسة لا تنتظر بشكل سلبي أن تأكلها الثعابين، لذا يجب على الأفاعي السامة وغير السامة أن تصطاد فريستها لتأكلها، لذلك من المحتمل أن الكثير من أنواع الثعابين الأخرى وليس فقط ثعبان الفأر يكون في كل مرة أسرع مثل الأفعى.
2- تتفوق الثعابين في فن التقليد:
ما يصل إلى 150 نوعا من الثعابين لها ألوان التحذير الأسود والأصفر والأحمر مثل الثعبان المرجاني السام، وأظهرت دراسة نشرت في عام 2016 أن مظهر ثعبان المرجان أكثر من مجرد نظرية، واستخدم فريق من جامعة ميشيغان بيانات وراثية من 300000 عينة ثعبان من المتاحف حول العالم لإثبات أن محاكاة الثعابين المرجانية هي استراتيجية تطويرية، وتطورت لتقليد نمط ألوان الثعابين المرجانية السامة لتجنب الإفتراس، وتطورت الثعابين القرمزية لتقليد نمط ألوان الثعابين المرجانية السامة لتجنب الإفتراس، وتم تقديم أول دليل قاطع أن انتشار الثعابين المرجانية في جميع أنحاء نصف الكرة الغربي على مدى الأربعين مليون سنة الماضية أدى إلى توزيع المقلدين.
الإستراتيجية لا تزال تعمل حتى اليوم، وأظهرت دراسة أجريت عام 2014 أن أفاعي الملوك القرمزية الموجودة في ولاية كارولينا الشمالية لا تزال تتحسن في تقليد الثعابين المرجانية على الرغم من انقراض الثعابين المرجانية محليا منذ عقود، وكانت ثعابين الملك التي تم جمعها في السنوات الأخيرة تميل إلى أن تشبه إلى حد كبير الثعابين المرجانية ذات الشرائط الحمراء والسوداء أكثر تشابها في الحجم مقارنة بالثعابين التي تم جمعها في السبعينيات، والتي كانت تميل إلى امتلاك شرائط سوداء أكبر.
ولا تستطيع الثعابين فقط محاكاة ظهور أنواع الثعابين الأخرى لتجنب الإفتراس، بل يمكنها أيضا محاكاة مظهر وحركة الأنواع غير الأفعى مثل العناكب والديدان لجذب الفريسة، وشوهدت أنواع مختلفة من الثعابين ثابتة تماما باستثناء ذيولها المتلوية، والتي تشبه إلى حد كبير دودة أو يرقة للفريسة المطمئنة، ولكن نوعا واحدا من الثعابين أخذ التقليد باستخدام ذيله إلى مستوى جديد تماما، والأفعى ذات الذيل العنكبوتي لها ذيل حراشيف مستطيلة ونهاية منتفخة، مما يجعلها تبدو وكأنها عنكبوت ممتلئ الجسم، وعندما تلوي ذيلها الخاص ترى الطيور ما يبدو وكأنه وجبة عنكبوتية سريعة.
3- الثعابين تسمع بأفواهها:
لا تحتاج الثعابين إلى الأذن لتسمع العالم من حولها، ولديهم نظامان للسمع، أحدهما يدور حول فكين متطورين تماما، وهما جزء من نظام يسمى السمع الموصل للعظام، وتم إستخدام فكيهم المخادعين لأكثر من مجرد تناول الطعام، فتلتقط عظام الفك الإهتزازات التي يتم إرسالها إلى الأذن الداخلية وهذا هو نظام السمع الثاني ويتم فك تشفير المعلومات بواسطة الدماغ على أنها صوت، وتلتقط فك الثعابين الإهتزازات التي تساعدها على سماع" العالم من حولها، وأظهرت التجارب الأساسية خلال السبعينيات أن الثعابين يمكنها أن تسمع، لكنها لم تشرح كيف، والآن نحن نعرف مع كل خطوة صغيرة، حيث يشع الفأر أو فريسة أخرى موجات عبر الأرض والهواء بنفس الطريقة التي تموج بها قطرات الماء عبر بركة وتنتج صوت تقطير واحد.
ومثلما تتحرك السفينة صعودا وهبوطا استجابة لموجة في المحيط يستجيب فك الثعابين على الأرض للموجات الصوتية التي تحملها الأرض، واستخدم الباحثون المعادلات الدقيقة التي تقيس حركة السفينة لنمذجة كيف يتحرك فك الثعابين استجابة للأمواج التي تتحرك عبر الرمال أو الأرض، ومثلما يمكن للسفينة أن تتحرك في ستة اتجاهات مختلفة كذلك يمكن لفك الثعابين، ومثلما تكون السفينة أكثر استقرارا كلما كانت أعمق في الماء، غالبا ما تدفن الثعابين نفسها في الرمال لجعل سمعها أكثر دقة، وقد يكون من المفاجئ الإعتقاد بأن التفكير في قارب على الماء ساعد في الكشف عن كيفية تمكن الثعابين من السمع بدون آذان أو طبلة أذن، ويمكن هذا أن يكون مفيدا أيضا للتكنولوجيا الطبية البشرية، ويتمتع البشر أيضا بقدرة متشابهة إلى حد ما ولكن ليست بنفس الفعالية.
4- يمكن لبعض الثعابين أن تطير:
الثعابين لا تحتاج طائرات للطيران، أو على الأقل تنزلق، ولقد اكتشفت هذه الأنواع الشجرية طريقة للإنتقال من شجرة إلى أخرى دون لمس الأرض، وعندما يقفزون من فرع يمكنها أن تلووا هيكلها العظمي لنشر أضلاعها وجعل أجسامها مسطحة مثل جناح الطائرة، والسقوط يتحول إلى شيء أقرب إلى الطيران، وهم لا ينزلقون بلا هدف أيضا ويمكن لهذه الثعابين الطائرة استخدام رؤوسها للتوجيه، وتغيير الإتجاه في منتصف الإنزلاق لتهبط في المكان الذي تريده ومن خلال هذه التقنية الجوية، يمكنهم الوصول إلى الأشجار حتى مسافة 80 قدما في عملية إطلاق واحدة.
استعدادا للإقلاع، تنزلق الثعابين الطائرة إلى نهاية فرع، وتتدلى على شكل حرف J وهي تدفع نفسها من الفرع بالنصف السفلي من جسمها، وتتشكل سريعا إلى حرف S، وتتسطح إلى حوالي ضعف عرضها الطبيعي، مما يعطي جسمها المستدير عادة شكل حرف C مقعر، والذي يمكن أن يحبس الهواء وعن طريق التموج ذهابا وإيابا، تستطيع الثعابين أن تدور في الواقع، وتعتبر الثعابين الطائرة من الناحية الفنية أفضل الطائرات الشراعية من نظيراتها الأكثر شيوعا في الثدييات، وهي السناجب الطائرة.
5- الثعابين لديها ذكاء البحث عن الحرارة:
الأفاعي والثعابين والبواء بها ثقوب على وجوههم تسمى أعضاء الحفر، والتي تحتوي على غشاء يمكنه اكتشاف الأشعة تحت الحمراء من أجسام دافئة على بعد متر واحد، وفي الليل، وتسمح أعضاء الحفر للأفاعي والثعابين برؤية صورة لحيوانها المفترس أو فريستها كما تفعل كاميرا الأشعة تحت الحمراء مما يمنحهم إحساسا إضافيا فريدا، وعضو الحفر جزء من نظام الحسية الجسدية للثعبان الذي يكتشف اللمس ودرجة الحرارة والألم ولا يتلقى إشارات من العين، لذلك يمكن للثعبان أن يستخدم عينيه في النهار، وأعضاء الحفرة في الليل، وتسمح هذه القدرة على اكتشاف الحرارة لأنواع معينة من الثعابين بدمج هذا مع الحواس الأخرى، بما في ذلك السمع الرائع المذكور سابقا، لتستقر على فرائسها حتى في الظلام.