مع أجساد خالية من العظام، وأذرع أفعوانية، ومناقير حادة ومقل عيون منتفخة يرى الكثيرون أن الحبار، والأخطبوطات، و رأسيات القدم الأخرى هي أروع مخلوقات العالم الآخر في الطبيعة، مما يثير الخيال البشري من الأسطورة القديمة إلى رعب الخيال العلمي الحديث، ولكن حتى يمكن لهذه النقط ذات المجسات أن تتبنى أشكالا وعادات غريبة، هؤلاء هم فقط بعض الأعضاء من رأسيات القدم الأكثر تباينا وغير عادية في فئة تصنيفية غريبة بالفعل.
1- الحبار القزم من رأسيات القدم:
نعلم جميعا أن الحبار من رأسيات القدم ويضم أكبر وأشرس اللآفقاريات في العالم، وحوش البحر الحية التي ألهمت الأساطير البحرية المرعبة لقرون، ولكن نادرا ما يتحدث الناس عن أصغر الحبار في العالم، ويبلغ طوله أقل من بوصة واحدة، وهو يعيش حصريا بين أعشاب البحر، وينتقل بينها مثل الحشرات في مرج مائي، وتسمح بقع الخلايا اللزجة على طول ظهر الحبار القزمي بالإلتصاق بقوة على شفرات العشب عندما يحتاج إلى الراحة، مما يترك مخالبه حرة ويمنعهم من الإنجراف بعيدا عندما تصبح التيارات قاسية، ويعلقون بيضهم على شفرات العشب بطريقة مماثلة، صف واحد في كل مرة، مع الأنثى تحرسها عن كثب حتى يفقسوا.
2- الأخطبوط فلاب جاك من رأسيات القدم:
أقرب شيء في الطبيعة إلى شبح الورقة، ولا يعرف سوى القليل عن رأسيات القدم الغريبة هذه في أعماق البحار، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأخطبوط الضخم، ولكنها مصنفة في مجموعتهم الخاصة، ويتميز الأخطبوط فلاب جاك بشكله الأكثر سلاسة الذي يشبه الصحن، ولا نعرف كيف يتكاثر أو حتى بالضبط ماذا يأكل، ولكنه يقضي الكثير من وقته في التحليق أو الزحف على طول قاع الهاوية الطينية مفلطح في برك شبه مثالية.
3- الحبار الزجاجي من رأسيات القدم:
الحبار كرانشيد أو الزجاجي هو عائلة في أعماق البحار تتميز بأجسامها الشفافة تماما، وتمويه ممتاز للحياة في المياه المفتوحة في أعماق مظلمة دائما، بالإضافة إلى ذلك، تحمي بعض الأنواع نفسها عن طريق النفخ مثل البالون، والإنتفاخ في كرات غير قابلة للبلع، إنه نفس التكتيك الذي تشتهر به السمكة المنتفخة، وليس كل ما تشترك فيه، وبعض الأنواع مغطاة أيضا بنتوءات حادة شبيهة بالأسنان، ويمكنهم أيضا سحب رؤوسهم بالكامل وجميع مخالبهم داخل أجسامهم.
4- الأخطبوط التلسكوب من رأسيات القدم:
هو النوع الوحيد المعروف في جنسه الغريب، ويتميز بمقل العيون الأنبوبية على عكس تلك الموجودة في أي من رأسيات القدم الأخرى، وإن سيقان العين هذه قادرة على الدوران بشكل مستقل، مثل الحرباء إلى حد كبير، وبنيتها المتطورة تعني رؤية استثنائية حتى بين رأسيات القدم، التي تتفوق أعينها بالفعل على عينينا، وكل هذا قد يكون بسبب نمط الحياة الأكثر شبها بالحبار للحيوان، وينجرف دائما في المياه المفتوحة، ولم يلاحظ أبدا الزحف في قاع البحر مثل أنواع الأخطبوط الأخرى.
5- الحبار قاذف الذراع من رأسيات القدم:
يبدو أن حبار ديلترون نموذجيا إلى حد ما في أعماق البحار للوهلة الأولى، ولكنه أظهر مؤخرا آلية دفاعية فريدة ومرضية، وعند مهاجمته، يمكنه فصل وإطلاق واحد أو أكثر من أذرعه المخططة، والتي تلتف بشكل انعكاسي حول كل ما تلمسه وتومض من الأحمر إلى الأبيض بينما يهرب الحبار، ويمكن للعديد من رأسيات القدم الأخرى إلقاء أذرعها عند مهاجمتها، ولكن فقط ديلترون، على حد علمنا، لديه أذرع تتكيف للرد فعلا بينما يهرب باقي الحيوان، ويطلق عليه استقلالية الهجوم، ولا يعرف إلا في عدد قليل من الحيوانات الأخرى، وعلى الأخص في نحل العسل الذي تستمر لسعاته في ضخ السم بعد تمزق الجسم.
6- الحبار الملتهب من رأسيات القدم:
يشتهر الحبار بذكائه وقدراته المذهلة في التمويه بين رأسيات القدم، حتى أنه قادر على تحريك الأنماط على جلده لإرباك فرائسه، وفي حين أن معظمهم سيحاولون الإندماج مع محيطهم، إلا أن الحبار المسمى الملتهب يعرض مخطط ألوان مكثف ومنمق لتحذير الحيوانات المفترسة من لحمه شديد السمية، وما يزال غريبا، إنه أحد أفقر السباحين في أي حبار، وبدلا من ذلك يمشي على طول قاع البحر، مستخدما ذراعيه كأرجل أمامية وجنيحات عضليتين من الجلد كأرجل خلفية، كما إنه الرخويات الوحيدة ذات المشية الرباعية مثل العديد من الفقاريات.
7- ورقة نوتيلوس من رأسيات القدم :
تعرف أيضا باسم الأرجونوت، وهذه المجموعة من رأسيات الأرجل غير عادية للغاية، والتي تم بحثها بشكل سيئ ونادرا ما يتم مشاهدتها، وتمت تسميتها بالأصداف الورقية الرقيقة التي تفرزها الإناث وتحملها معها أعشاش متحركة بيضها وصغارها، والذكور الذين يعيشون فقط للتكاثر، ولا يزيد حجمها عن عشرين حجم الأنثى، ويموتون على الفور بعد قطع مجسات طويلة مليئة بالحيوانات المنوية داخل عباءة الأنثى.
وهذه اللآمسة التناسلية، وهي الذراع اليمنى الثالثة دائما، تحمل داخل كيس خاص، مما يمنح الذكر القزم مظهرا ذا سبعة أذرع، وعندما تم اكتشافه لأول مرة داخل الإناث، تم الخلط بينه وبين دودة طفيلية جديدة، وأحيانا ما ترى إناث الأرجونيات ملتصقة بأجراس قنديل البحر الأكبر، وتجر معها الكائنات السامة كدفاع ضد الحيوانات المفترسة، وتشير الدلائل إلى أنها تمتص أيضا جزيئات الطعام من محتويات معدة الهلام، مثل الطفيليات، باستخدام الحيوان الآخر كمصدر للغذاء وكسلاح.
8- الحبار ذو الذراع الطويل من رأسيات الأرجل:
يعتبر الحبار ذو الذراع الطويل أحد أغرب أنواع الحبار في رأسيات القدم، بينما يبلغ طول جسمه المضغوط قدمين فقط، ويبدو أن مجساته يصل طولها إلى عشرين ضعفا، ويعتقد أن المخلوق بأكمله يصل إلى حوالي ثلاثين قدما أو أكثر، وتبدو هذه المجسات المذهلة ممتدة للغاية بنفس الطول ومتباعدة بواسطة أكواع مفصلية بالقرب من القاعدة، وهي خاصية غير مرئية في أي حبار أو أخطبوط آخر، ويموج الحبار طويل الذراع أذرعه الضخمة ببطء، ويحوم في صمت في الماء بأقل جهد ممكن، ويفترض أن الحبار الشبحي يوقع في شركه أي سمكة أو قشريات تتخبط فيه، إنه في الواقع حبار يتصرف مثل قناديل البحر الضخمة.
9- الحبار مصاص الدماء من رأسيات القدم:
مع بشرة حمراء متعرجة، وعيون زائفة مغطاة ومشرقة أعلى رأسه، ومجسات متصلة بشبكة مظلمة وأشواك سميكة تشبه الأصابع، هذا الكيان الغريب من رأسيات القدم يناسب اسمه اللاتيني جيدا، ويعني الحبار مصاص الدماء من الجحيم، ويمكن العثور عليه وهو يعيش في مكان يشار إليه باسم منطقة الظل، وهي بيئة تكون فيها مياه البحر راكدة بشكل فعال وتدعم القليل من حياة الحيوان.
وليس مصاص الدماء حبارا حقيقيا ولا أخطبوطا، فهو آخر ناج من مجموعة قديمة معروفة بأنها نمت بشكل أكبر بكثير وسبحت في مياه أكثر دفئا وأكثر إشراقا على مدى 300.000.000 سنة في الماضي، قبل أن تدفعهم المنافسة من الحياة البحرية الأسرع والأكثر ضراوة إلى العودة إلى منطقة الظل القاسية، وتتكيف أجسامها الجيلاتينية استهلاك أقل قدر ممكن من الطاقة.
10- حبار عين الديك من رأسيات القدم:
قد تبدو أعماق البحار مظلمة لأعيننا نحن سكان السطح، ولكن العديد من سكانها حساسون جدا للضوء، ويبدو محيطهم ساطعا وأزرقا خلال النهار، وهذا يعني أنه بالنسبة لبعض الحيوانات، فإن الهاوية هي مكان مظلم حيث يصعب رؤية الأشياء المظلمة، وتبرز الأجسام المضيئة، ولكن بالنسبة للحيوانات الأخرى، فإن الكائنات المظلمة هي الواضحة، والأجسام المضيئة تمتزج مع ذلك اللون الأزرق الساطع، والمناظر البحرية هم فقط من يمكنهم إدراكها، وكل مخلوق يقوم بمقايضة مع حدة البصر لديه، قادر على رؤية البعض.
ولكن ليس كل الحيوانات المفترسة والفريسة، و حبار عين الديك من بين الحيوانات الوحيدة التي لها عين مختلفة تماما على كل جانب من جوانب جسمه، والعين اليسرى المنتفخة ضعف حجم العين الأخرى، وحساسة للغاية للضوء، وهذه هي العين التي ترى الماء الأزرق الساطع حتى في الهاوية، والعين اليمنى الطبيعية نسبيا والغارقة في عمق محجرها، ترى في الهاوية مكانا من السواد.